هاجم الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قرار الحكومة اللبنانية الذي يقضي بنزع سلاح المقاومة أثناء فترات العدوان، معتبرًا أنه يجرّد لبنان من قدرته الدفاعية ويشكل تنفيذًا لما وصفه بـ"إملاءات أمريكية وإسرائيلية".
وقال قاسم، في خطاب متلفز، إن "لا سيادة في لبنان إلا وهي مشفوعة بالمقاومة التي حررت خيار لبنان السيادي"، مؤكدًا أن القرار الحكومي يسهل "قتل المقاومين وطردهم من أرضهم"، ويعرض البلاد لخطر كبير وأزمة داخلية حادة. وأضاف أن هذا القرار يتناقض مع "ميثاق العيش المشترك" ويخدم مشروعًا إسرائيليًا أمريكيًا يستهدف إنهاء المقاومة في لبنان.
وتعهد قاسم بعدم تسليم سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أن حزب الله سيخوض ما وصفه بـ"معركة كربلائية" للدفاع عن سلاحه ومشروعه، محمّلًا الحكومة المسؤولية الكاملة عن أي انفجار داخلي أو خراب يصيب لبنان نتيجة هذا القرار.
وتأتي تصريحات قاسم في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية توترًا سياسيًا وأمنيًا متصاعدًا، وسط مخاوف من انعكاسات القرار على الاستقرار الداخلي، في ظل استمرار التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وقال قاسم في كلمة بمناسبة الاحتفال التكريمي الذي ينظّمه حزب الله إحياءً لذكرى الشهيد محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان) في الضاحية الجنوبية لبيروت: إن " الشهيد القائد محمد سعيد إيزدي جاء من أقصى الأرض ليكون في خدمة شعب فلسطين وتحرير فلسطين"، مشيرا الى ان " المقاومة سهلت للدولة كل الاجراءات المطلوبة منها في اتفاق 27 تشرين الثاني".
وأضاف، "سنواجه الوصاية الأجنبية والتغوّل الأميركي العربي والتنمر الداخلي هذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان لكننا أقوى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبالوحدة"، مضيفا ان "العدوان هو المشكلة وليس السلاح والحلّ بامتلاك القوّة لا بالتخلي عنها يجب أن نكون أسوداً لنقطع هذه المرحلة.
وتابع أن " المقاومة وكل المقاومين الشرفاء مع الجيش اللبناني ومع الشعب اللبناني سيبقون في الميدان وينتصرون هؤلاء هم جماعة هيهات منا الذلة، وعدونا ليس مطلق اليد ولم يحقّق كلّ ما يريده ونحن لسنا مهزومين".
وأشار الشيخ نعيم قاسم ،أن "المقاومة بخير قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها وأن يكون لبنان سيدًا عزيزًا مستقلًا وجمهورها صامد ومتماسك والمجاهدون مستعدون لتقديم أقصى التضحيات".
وتابع "على الدولة أن تضع خطواتٍ لتأمين الحماية لا أن تجرّد مواطنيها ومقاومتها من القوة، هذه هي الوظيفة التي يجب أن تقوم بها"، موضحا "من غير الممكن القبول بتخلّي لبنان تدريجياً عن قوّته وبأن تبقى أوراق القوة كاملة بيد العدو الصهيوني، ونحن غير موافقين على أي اتفاق جديد غير الاتفاق الموجود بين الدولة اللبنانية والكيان".