تدرس «أوكرانيا»، في ظل استمرار النزاع مع «روسيا»، خيارات مُتعددة لتحقيق السلام، من بينها احتمال التنازل عن بعض أراضيها مقابل إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية نقلا عن مصادرها بأن أوكرانيا قد توافق على التنازل عن بعض الأراضي ضمن خطة للسلام مؤيدة من قبل الدول الأوروبية.
وقال مسؤول غربي في حديث للصحيفة إن "الخطة يمكن أن تكون متعلقة فقط بالمواقع الراهنة التي تسيطر عليها القوات".
وأوضحت الصحيفة أن هذا سيعني تجميد النزاع عند خط التماس الحالي.
وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا ستوافق فقط على اتفاق سلام يقضي بتقديم ضمانات أمنية ثابتة تتمثل في توريدات الأسلحة والطريق نحو العضوية في الناتو.
وأشارت إلى أن "تليين المواقف" هذا يأتي عشية اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا يوم 15 أغسطس.
وتحدث ترامب مؤخرا أن اتفاق السلام المحتمل بين روسيا وأوكرانيا سيتضمن "تبادلا للأراضي" و"تنازلات" من الجانبين"، فيما تطالب روسيا بانسحاب القوات الأوكرانية من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه.
من جهة أخرى، بينما يترقب المجتمع الدولي اللقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي، كشف وزير الدفاع الأمريكي، «بيت هيجسيث»، عن إمكانية حضوره الاجتماع، في خطوة قد تُضفي بُعدًا استراتيجيًا جديدًا على المحادثات الثنائية المُرتقبة.
وقال هيجسيث في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" ردا على سؤال عما إذا كان سيحضر الاجتماع بين ترامب وبوتين، أجاب: "لا أعرف، سنرى كيف سيكون جدول أعمالي، ربما".
يُذكر أن العديد من القادة الأوروبيين أيدوا جهود ترامب لتحقيق السلام في أوكرانيا، ووفقا لبيان أوروبي مشترك، فإن القادة الأوروبيين مستعدون لتقديم الدعم الدبلوماسي للرئيس الأمريكي، لكنهم مستعدون أيضا لتقديم دعم عسكري ومالي كبير لكييف في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين"، وفرض عقوبات على روسيا.
فيما قال مصدر في مكتب الرئاسة الأوكرانية الأسبوع الماضي، إن فلاديمير زيلينسكي أعرب عن مخاوفه من أن تؤدي القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا إلى حل المسائل المتعلقة بالتسوية في أوكرانيا دون مشاركة كييف.
ومن المقرر أن تعقد قمة ألاسكا في 15 أغسطس الجاري، بين ترامب وبوتين، ويدرس البيت الأبيض بجدية دعوة زيلينسكي، حيث وصف مسؤولون أمريكيون كبار الدعوة بأنها "قيد الدراسة" و"واردة تماما".
من ناحية أخرى، في خطوة تحضيرية هامة، استأجرت «الخدمة السرية الأمريكية» موقعًا خاصًا في ألاسكا لتأمين الحماية والتجهيزات اللازمة قبل لقاء «ترامب وبوتين».