وقف إطلاق النار في أوكرانيا شرط الأوروبيين لمفاوضات «ترامب» مع روسيا

وضع «الأوروبيون» خطًا أحمر واضحًا أمام أي مبادرة تفاوضية مع «روسيا»، مُؤكّدين أن التهدئة الميدانية في أوكرانيا شرط أساسي لأي حوار مُحتمل يقوده «ترامب».
وفي هذا الصدد، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية وزعماء عدد من الدول الأوروبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض مع روسيا فقط بعد إعلان وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وجاء في بيان مشترك صادر عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وزعماء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، يوم السبت: "نشارك الرأي بأن الحل الدبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الحيوية لأمن أوكرانيا وأوروبا".
بيان المفوضية الأوروبية
وتابع البيان: "نعتقد أن هذه المصالح الحيوية يجب أن تشمل الحاجة إلى ضمانات أمنية ثابتة وموثوق بها لأوكرانيا".
وأضاف القادة الأوروبيون أن "مفاوضات جوهرية" غير ممكنة "إلا في ظروف وقف إطلاق النار أو خفض ملموس لوتائر العمليات القتالية".
وتوجه القادة الأوروبيون بهذه الدعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عتبة لقائه المتوقع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأمريكية يوم 15 أغسطس الجاري، حيث من المتوقع أن يبحث الرئيسان تسوية النزاع في أوكرانيا.
واشنطن تبحث إمكانية دعوة «زيلينسكي» لزيارة ألاسكا خلال قمة بوتين وترامب
بالتزامن مع التحضيرات لعقد قمة دولية تجمع الرئيسين «ترامب وبوتين» في ولاية ألاسكا، تبحث واشنطن دعوة زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، للمشاركة، في خطوة قد تعكس تحوّلًا في مقاربة الإدارة الأمريكية للصراع في أوكرانيا.
وأفادت مصادر مطلعة بأن مشاورات داخل البيت الأبيض لا تزال جارية لتحديد جدوى وتوقيت دعوة «زيلينسكي»، في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي والرهانات المرتبطة بالقمة المُرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ولا تزال واشنطن تدرس تداعيات هذه الخطوة بعناية، وسط ترقّب دولي لما قد تُسفر عنه القمة من نتائج تتعلق بمسار الحرب في أوكرانيا والعلاقات بين القوى الكبرى.
الرئيس الأمريكي يضغط من أجل لقاءات سريعة مع بوتين وزيلينسكي
في خطوة تعكس رغبته في لعب دور مباشر بملف الحرب الروسية الأوكرانية، يُكثّف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، جهوده لعقد لقاءات سريعة مع كل من نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، ونظيره الأوكراني، «فولوديمير زيلينسكي»، سعيًا لإعادة الزخم إلى مسار التفاوض المُتعثر.
وفي هذا الصدد، نقلت قناة «CNN» التلفزيونية عن مصادر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من فريقه تنظيم لقاءاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومع فلاديمير زيلينسكي في أقرب وقت مُمكن.
وجرت الإشارة إلى أنه عادة ما يأخذ تحضير لقاءات ترامب المُهمة مع الزعماء العالميين قسطًا من الوقت، لكن في هذه الحالة الرئيس الأمريكي «طلب من فريقه العمل بسرعة».
ووفقًا لمصادر القناة، باشر مساعدو الرئيس الأمريكي «على الفور التخطيط لعقد الاجتماعات المذكورة».
ترامب يُخطط للقاء بوتين ثم اجتماع ثلاثي مع زيلينسكي
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد ذكرت في وقت سابق نقلًا عن مصدر، أن ترامب يتوقع عقد اجتماع شخصي مع نظيره الروسي في وقت مُبكر من الأسبوع المُقبل، واجتماع ثلاثي مع زيلينسكي بعد ذلك بوقت قصير.
ومساء أمس الأربعاء، قال ترامب إن هناك احتمالية كبيرة لعقد لقاء قريب يجمعه بالرئيس الروسي، في إطار المساعي لإنهاء الأزمة في أوكرانيا.
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، أضاف ترامب: "هناك فرصة جيدة جدا لأن نجتمع قريبا. لم نحدد بعد مكان اللقاء، لكن المحادثة الأخيرة مع الرئيس بوتين كانت إيجابية جدا".
يُذكر أن الرئيس بوتين استقبل أمس في موسكو، المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. ووصف الجانب الروسي اللقاء بأنه كان «بناء»، مُؤكدًا أن الجانبين بحثا التسوية في أوكرانيا.
قمة «ترامب وبوتين» المُحتملة تضع أوروبا أمام مفاجأة وروسيا في موقع القوة
تتجه الأنظار العالمية نحو القمة المُحتملة بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، والتي يُنتظر أن تحمل في طياتها تحولات جيوسياسية كبرى. في حين تُبرز موسكو كطرف يبدو أنه يُحقق مكاسب استراتيجية مُهمة، فإن أوروبا تبدو مُستعدة لمواجهة مفاجآت غير متوقعة قد تُعيد تشكيل موازين القوى في القارة العجوز. هذا اللقاء قد يُشكّل نقطة تحول حاسمة تُؤثر على العلاقات الدولية، التوازنات الإقليمية، ومستقبل التعاون أو الصراع بين القوى الكبرى.