حوض النيل

مقتل 12 جندياً باشتباكات عنيفة في مثلث حدودي جنوبي الصومال

الإثنين 11 أغسطس 2025 - 07:51 م
مصطفى سيد
الجيش الصومالي
الجيش الصومالي

قُتل ضابطان في الجيش الصومالي وأصيب ثلاثة جنود آخرين، فيما لقي عشرة من قوات ولاية جوبالاند مصرعهم، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الاثنين في محيط مدينة بلد حواء بإقليم جدو، الواقعة قرب المثلث الحدودي مع كينيا وإثيوبيا.

وقالت وزارة الدفاع الصومالية في بيان صحفي، إن المهاجمين شنّوا هجومًا مباغتًا على مواقع الجيش الوطني، قبل أن تتصدى لهم القوات الحكومية وتلحق بهم خسائر فادحة، مجبرة إياهم على الانسحاب، وتسيطر على المنطقة التي انطلق منها الهجوم. 

وأوضحت الوزارة أن الضابطين القتيلين هما النقيب محمد حسن جوتالي والجندي علي محمد غوني، مشيرة إلى أن الجنود المصابين يتلقون العلاج في المراكز الطبية، وأن الوضع الأمني في المنطقة عاد إلى الهدوء.

وشدّدت وزارة الدفاع على أن القوات التابعة لولاية جوبالاند تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار، معتبرة أن ما حدث "عمل تخريبي" يهدد وحدة البلاد. وأثنت على ما وصفته بـ"المهنية والشجاعة" اللتين أظهرهما الجيش في مواجهة الهجوم، مؤكدة في الوقت ذاته أن القوات الحكومية سترد بحزم على أي محاولة لاستهداف سيادة الدولة أو أمن المواطنين.

من جانبه، اتهم عمدة بلد حواء، عبد الله عبدي كينان في تصريح صحافي لوسائل الإعلام المحلية، قوات جوبالاند بقطع إمدادات المياه عن المدينة قبل أيام من الهجوم وبمنع دخول شاحنات نقل المياه. وأكد كينان مقتل القائد الميداني البارز في جوبالاند، حسين غيف، في الاشتباكات، لكنه امتنع عن تأكيد إصابة قائد القوات الفيدرالية في إقليم جدو، العقيد عدن دفوري، مكتفياً بالقول إن الإصابات في صفوف الجيش كانت "طفيفة".

وأشار كينان إلى أن عدداً من جنود جوبالاند أُسر خلال الهجوم، بينما فرّ آخرون إلى داخل الأراضي الكينية والإثيوبية، حيث جرى نزع سلاحهم من حرس الحدود في البلدين. وطلبت الحكومة الفيدرالية من نيروبي وأديس أبابا تسليم الفارين.  

وتأتي هذه المواجهات بعدما كانت الحكومة الكينية قد أمرت في وقت سابق قوات جوبالاند التي لجأت إلى أراضيها بالانسحاب، ما دفعها لإعادة التمركز في قرية آمين التي تحوّلت إلى بؤرة الصراع الأخير. ويعد إقليم جدو من أكثر المناطق حساسية في جنوب غرب الصومال، حيث يشكل نقطة التقاء حدودية مع كينيا وإثيوبيا، ما يجعله محوراً لصراعات النفوذ الإقليمي. ومنذ 2019، تصاعد الخلاف بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند حول السيطرة على مدن الإقليم، وخاصة بلد حواء ودولو، وسط اتهامات متبادلة بالتدخل الخارجي، حيث تتهم مقديشو نيروبي بدعم جوبالاند عسكرياً وسياسياً، فيما ترى جوبالاند أن الحكومة الفيدرالية تحاول فرض سيطرة مركزية على حساب النظام الفيدرالي. وتضعف هذه المواجهات جهود مكافحة حركة الشباب التي تنشط في مناطق مجاورة، وتعرقل الاستقرار في الجنوب الصومالي بأكمله.