في تصعيد لافت داخل العُمق الروسي، هزّت انفجارات مقاطعة «تولا» بعد تعرضها لهجوم بمُسيّرات أوكرانية، خلّف قتلى وجرحى، وأثار مخاوف من اتساع دائرة الاستهدافات خارج جبهات القتال التقليدية.
وفي هذا الصدد، لقي شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منشأة مدنية في مقاطعة تولا، وفقا لما أعلنه الحاكم دميتري ميليايف.
وكتب ميليايف في قناته على "تلغرام": "القوات الأوكرانية تواصل استهداف منطقة تولا.. وللأسف لم يمر الهجوم دون ضحايا. ونتيجة الغارة الجوية على أحد المنشآت المدنية في تولا، لقي شخصان مصرعهما. وأصيب ثلاثة بجروح متفاوتة الخطورة. تم نقل المصابين إلى المستشفى حيث يتلقون الرعاية الطبية اللازمة".
كما أفاد الحاكم بأن الدفاعات الجوية أسقطت مساء اليوم 11 طائرة مسيرة فوق منطقة تولا. وكتب في منشور منفصل على "تلغرام": "تمكنت وحدات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية من تدمير 11 طائرة مسيرة مساء اليوم".
على جانب آخر، أعلن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين في قناته على "تلغرام" أن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مسيرة كانت متجهة نحو العاصمة موسكو.
وقال سوبيانين: "تمكنت قوات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع من إسقاط طائرة مسيرة كانت في طريقها إلى موسكو"، وأشار إلى أن فرق الطوارئ تعمل في موقع سقوط حطام الطائرة.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 27 طائرة مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق عدة مقاطعات روسية.
وذكرت الوزارة في بيان: "ما بين الساعة 20:00 و23:00 بتوقيت موسكو، تم تدمير 27 طائرة مسيرة أوكرانية بواسطة أنظمة الدفاع الجوي العاملة: 11 طائرة فوق مقاطعة تولا، و7 طائرات فوق مقاطعة بريانسك، و5 طائرات فوق مقاطعة أوريول، وطائرتان فوق مقاطعة كالوغا، وطائرة واحدة فوق كل من مقاطعة موسكو ومقاطعة ريازان".
من جهة أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
وفي وقت سابق، أفادت «وزارة الدفاع الروسية»، بأنها أسقطت (10) طائرات مُسيّرة أوكرانية كانت مُتجهة نحو العاصمة «موسكو»، مُشيرة إلى أن هذه العملية تعكس القدرات الدفاعية المتقدمة للجيش في التصدي للتهديدات الجوية.