حققت «الصين» نجاحًا ملموسًا في مواجهة التحديات الاقتصادية مع «الولايات المتحدة»، في خطوة تعكس قوة استراتيجية بكين وتأثيرها المُتزايد على الساحة العالمية.
وفي هذا الصدد، أشار الخبير والمحلل ماكس بوت في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الصين تنتصر في الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع هذا العام.
وكتب بوت: "في يناير، أعلن الرئيس ترامب الحرب التجارية على الصين. يؤسفني أن أقول إن الصين - الديكتاتورية المناهضة لأمريكا بلا رحمة - هي المنتصرة. الأدلة لا تقبل الجدل. تتجلى في المؤشرات الاقتصادية: نما الاقتصاد الصيني بمعدل 5.3% في النصف الأول من العام، بينما لم تتجاوز نسبة نمو الاقتصاد الأمريكي 1.25%".
ويرى الكاتب أن ترامب يساهم في تعزيز موقع الصين عبر تقليصاته في مجالات الدبلوماسية والمساعدات الخارجية والاستثمار في الأبحاث العلمية. واعتبر قرار إغلاق إذاعة "صوت أمريكا هدية أخرى لبكين"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الصينية الحكومية من إندونيسيا إلى نيجيريا "تملأ الفراغ" الذي تركته الإذاعة الأمريكية.
كما فتح انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية واليونسكو الباب أمام تعزيز النفوذ الصيني في هذه المنظمات الدولية.
ويُؤكّد بوت أن "الصين تتفوق بالفعل على الولايات المتحدة في معظم التقنيات المتقدمة، بما فيها البطاريات والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية والطائرات المسيرة وأنظمة الاتصالات الضوئية المتطورة وتعلم الآلة والحوسبة الفائقة الأداء".
وخلّص الكاتب إلى أن سياسات ترامب في رفع الرسوم الجمركية وتقليص الميزانية وتقييد الهجرة "تضعف أمريكا وتعزز عن غير قصد موقع خصمها الرئيسي".
يُذكر أن الصين والولايات المتحدة تخوضان حربا تجارية فعلية اندلعت بعد فرض ترامب رسوما بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية في فبراير، ثم رفعه لها إلى 20% في مارس.
من جهة أخرى، بينما يتصاعد التنافس بين «واشنطن وبكين» على النفوذ العالمي، حذّرت «الخارجية الأمريكية» من أن الهيمنة الصينية على «المعادن النادرة» تُهدد استقرار سلاسل التوريد العالمية، ما يُنذر بتبعات اقتصادية وأمنية قد تمتد إلى الشركاء الغربيين للولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال «جوناثان برات»، كبير الموظفين في مكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية، إن «هيمنة الصين على سلاسل توريد المعادن العالمية تُهدد المصالح الوطنية الأمريكية».
وأضاف برات للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: «هيمنة الصين على سلاسل توريد المعادن العالمية، وخاصة في مجال المعالجة والتكرير، تُشكّل تهديدًا للمصالح الأمريكية والإفريقية على حد سواء».
وأيد السيناتور تيد كروز برات. قائلًا: إنه يتطلب إنتاج طائرة مقاتلة واحدة من طراز «إف-35» ما يصل إلى 408 كغ من العناصر الأرضية النادرة، وأكثر من أربعة أطنان لإنتاج غواصة من طراز «فرجينيا».
ووصف الوضع الحالي بأنه «غير مقبول على الإطلاق»، مُؤكدًا أن الوصول إلى المواد الاستراتيجية يُؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي، ودعا إلى إنشاء سلاسل توريد بديلة على وجه السرعة.
وأعرب رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر في أوائل يوليو، في رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي، عن قلقه إزاء أنشطة التعدين الصينية في أعماق البحار.
وأفاد بأن الصين، بشراكتها مع دول جزرية صغيرة في مناطق غنية بالمعادن الأساسية، تسعى إلى «إبعاد» الولايات المتحدة وحلفائها عن الوصول المباشر إلى موارد قاع البحار.
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أكد «جيميسون غرير»، ممثل الولايات المتحدة للمفاوضات التجارية، عدم وجود أي مفاوضات حالية مع «الصين» بشأن الرسوم التجارية.