قالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات قطاع غزة سجلت 14 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع.
وأشارت الوزارة، إلى أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 147 حالة وفاة، بينهم 88 طفلًا.
وبدوره، حذّر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة من خطر وشيك بوفاة آلاف الأطفال الرضع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الضرورية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن أكثر من 40,000 رضيع دون عمر السنة الواحدة يواجهون خطر "الموت البطيء" في ظل الحصار المفروض.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان رسمي اليوم، إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية، إلى جانب الدول المتورطة في "الإبادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب صمتها أو دعمها المباشر للحصار والإجراءات العقابية ضد المدنيين في غزة.
وأوضح البيان أن أزمة حليب الأطفال باتت تمثل تهديدًا مباشرًا على حياة عشرات الآلاف من الرضع، في ظل غياب أي بدائل، وانعدام القدرة لدى الأهالي على توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم، وسط تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية والمعيشية بشكل غير مسبوق.
وطالب مكتب الإعلام الحكومي بفتح المعابر فورًا ومن دون شروط، والسماح العاجل بإدخال شحنات حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والطبية، محذرًا من أن التأخير في ذلك قد يؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف.
كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والضغط على الاحتلال لوقف سياسات "التجويع الممنهج"، وإنقاذ حياة آلاف الأطفال الأبرياء من موت بات وشيكًا بفعل الحصار والحرمان.
حذر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الأطفال في قطاع غزة، مؤكدًا أن المستشفى يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أعداد الحالات الجديدة التي تصل يوميًا، معظمها تعاني من مضاعفات شديدة نتيجة شح الغذاء وسوء التغذية.
وقال، في تصريحات لقناة الجزيرة، إن الموت بات يلاحق أطفال القطاع من جهتين: القصف الإسرائيلي المتواصل، وسوء التغذية الحاد الناتج عن النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية. وأضاف أن العديد من الأطفال الذين نُقلوا إلى المستشفى في الأيام الأخيرة وصلوا "جثثًا هامدة"، بعدما فشل الأهالي في توفير الحد الأدنى من الطعام والمغذيات.
وأكد مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، أن كميات حليب الأطفال المتوفرة داخل المستشفى شحيحة جدًا، ولا تكفي بأي حال لمواجهة الأعداد المتزايدة من الحالات، مشيرًا إلى أن العجز في التغذية العلاجية يهدد بموجة وفيات جماعية بين الأطفال، خاصة الرضّع وحديثي الولادة.
ودعا مدير المستشفى الجهات الدولية والمنظمات الصحية والإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ أرواح الأطفال، وتوفير حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل فوري، محذرًا من أن استمرار الوضع الراهن يعني أن المزيد من الأطفال سيفقدون حياتهم خلال أيام، وسط غياب أي أفق للحل أو التهدئة.
