أعلن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الخميس أن واشنطن حذت حذو إسرائيل في سحب مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة في العاصمة القطرية، متهما حماس بعدم التصرف "بحسن نية".
وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفا "في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية".
فيما قال مسؤول إسرائيلي الخميس إن رد حركة حماس، على مقترح وقف إطلاق النار في غزة ليس كافيا لإحراز تقدم.
وأضاف أن إسرائيل تعتزم مواصلة المحادثات.
وكانت إسرائيل أعلنت تلقيها رد "حماس" عبر الوسطاء. وأشار المصدر الإسرائيلي المطلع إلى أن حماس:
وأضاف المصدر لهيئة البث الإسرائيلية: "هذه الأعداد أعلى بكثير مما وافقت عليه إسرائيل في مقترح الوسطاء، والذي شمل حوالي 120 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و1200 اخرين من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين أول 2023".
وتشير التقديرات إلى انه في نهاية الأمر سيتم إيجاد حل وسط بين ما تطالب به "حماس" وتستعد إسرائيل للقبول به.
يأتي ذلك، فيما قال مصدر رفيع المستوى في حركة حماس، لـ«رويترز» الخميس، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن الأمر سيستغرق بضعة أيام بسبب ما وصفها بالمماطلة الإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار الأحدث تضمن طلب بند يمنع إسرائيل من استئناف الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال فترة الهدنة البالغة 60 يوما.
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة وصلت إلى مستوى بالغ الخطورة، مؤكدة أن ما يتعرض له سكان القطاع يمثل "تجويعًا متعمدًا" يطال كل الفئات، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
وقالت مديرة المكتب الإعلامي الإقليمي للمنظمة، في تصريحات لقناة الجزيرة، إن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية شاملة، بينما يعاني النظام الصحي من انهيار شبه كامل، حيث تعمل المستشفيات بأقل من طاقتها، وتعجز عن تقديم الرعاية الأساسية للمرضى والمصابين.
ودعت المسؤولة إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية عبر جميع المعابر دون استثناء، مشيرة إلى أن الوضع على الأرض يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، في ظل تعنت الاحتلال في السماح بمرور الإمدادات، مما يؤدي إلى موت بطيء لمئات الآلاف من السكان.
وانتقدت "أطباء بلا حدود" الاكتفاء الدولي بإصدار بيانات الشجب والإدانة، مؤكدة أن الوقت حان لتحرك جاد يترجم هذه المواقف إلى خطوات عملية توقف معاناة المدنيين، الذين يدفعون ثمن الحصار والعدوان.
وأكدت أن المنظمة تتابع عن كثب الوضع في غزة، وتكرر مناشدتها للمجتمع الدولي، خاصة الأمم المتحدة والدول المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان تدفق المساعدات دون تأخير، ووقف سياسة الحصار التي باتت أداة للقتل البطيء.
في تصريحات مؤلمة تعبّر عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أكدت منسقة البرامج في منظمة "أطباء بلا حدود" أن الأوضاع الطبية والإنسانية في القطاع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور والمعاناة.
وقالت المنسقة: "نحاول جهدنا، لكن الاحتياجات الطبية لسكان قطاع غزة هائلة، وتتجاوز قدراتنا بشكل يومي".
أشارت منسقة المنظمة إلى وجود عرقلة مستمرة في دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، وهو ما يعقّد جهود الاستجابة، ويزيد من معاناة آلاف الجرحى والمرضى، وخصوصًا الأطفال والنساء والمصابين بالأمراض المزمنة.
وأضافت: "رغم التنسيق مع عدة جهات، فإن الكثير من الشحنات تبقى عالقة أو تصل متأخرة، مما يفقدها فعاليتها في بعض الحالات الطارئة".
وفي لهجة تحمل تحذيرًا صريحًا، طالبت المنسقة باسم "أطباء بلا حدود" بـالوقف الفوري للحرب المستمرة في غزة، مؤكدة أن استمرار العدوان لا يُنتج سوى مزيد من الجثث والمآسي والأوضاع الطبية المستحيلة.
وأضافت: "ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والضغط من أجل وقف إطلاق النار، فالوضع الإنساني لا يحتمل مزيدًا من التأخير أو التجاهل".
قال المدير الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، إن المنظمة تواجه نقصًا حادًا في الإمكانات داخل قطاع غزة، مؤكداً: “في ظل النقص الذي نواجهه، لا نستطيع التعامل مع كثير من الحالات الطبية”.