في خطوة قد تفتح نافذة جديدة للحوار بعد أشهر من الجمود، كشف زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، عن موعد جولة تفاوضية جديدة مع «روسيا»، مُؤكدًا استمرار التزام كييف بالمسار السياسي رغم تعقيدات الوضع الميداني.
وأعلن «زيلينسكي»، أن جولة جديدة من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني ستُجري في تركيا يوم (23) يوليو الجاري.
وقال زعيم نظام كييف، في كلمة مُصورة له: «بحثت مع رستم عميروف التحضير لتبادل الأسرى ولقاء آخر مع الجانب الروسي في تركيا. وذكر عميروف أن عقد اللقاء مخطط يوم الأربعاء».
وأضاف، أنه سيتم الكشف عن مزيد من المعلومات اليوم الثلاثاء.
وكان زيلينسكي، قد أعلن في وقت سابق أن أوكرانيا اقترحت على روسيا عقد جولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع.
يُذكر أن «روسيا وأوكرانيا» أجرتا جولتين من المفاوضات في «تركيا»، تم خلالهما الاتفاق على تبادل آلاف الأسرى. كما تبادل الجانبان الوثائق التي تتضمن رؤيتيهما لتسوية النزاع.
ومن المُنتظر أن تُسلّط الجولة المُقبلة من المحادثات الضوء على قضايا جوهرية، في ظل استمرار العمليات العسكرية وعدم وجود اتفاق واضح حتى الآن.
من ناحية أخرى، في تحول لافت في مسار العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، أعلنت «موسكو» عن استهداف وتدمير مخبأ محصن قُرب مدينة «لفوف»، تزعم أنه كان يُستخدم من قِبل زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي». الإعلان الروسي، الذي يأتي وسط تصعيد مُستمر، يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأهداف الجديدة للحملة العسكرية الروسية وإشاراتها السياسية.
وأفادت «مصادر روسية»، بإصابة مركز قيادة مُحصّن في ضواحي مدينة «لفوف» الأوكرانية، كان يُستخدم كمقر احتياطي من قِبل «زيلينسكي» لإدارة العمليات العسكرية، وذلك إثر ضربة دقيقة نفذتها «القوات الروسية»، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكشف الخبير العسكري، «فاسيلي دانديكين»، عن الأهمية التاريخية والاستخدام المُحتمل للمنشأة في الوقت الحاضر، مُوضحًا أن هذا المجمع الذي تم بناؤه في الحقبة السوفيتية صمم لاحتياجات جيوش حلف «وارسو»، وكان يُمثّل منشأة هندسية متطورة.
وقال دانديكين: «في العهد السوفيتي، تم تجهيز مركز قيادة مُحصّن ذي أهمية استراتيجية في لفوف. هذا ليس مجرد ملجأ، بل هو مجمع كامل من المنشآت تحت الأرض. على الأرجح، كان يُستخدم كمركز قيادة احتياطي للقوات المسلحة الأوكرانية. ولا يُستبعد أن يكون ممثلون من دول حلف الناتو قد تواجدوا هناك أيضًا».
وأشار «دانديكين»، إلى أن المنشأة كانت تتمتع بنظام حماية مُتعدد المستويات، وربما استُخدمت لتنسيق العمليات في الاتجاه الغربي، كما كانت واحدة من مراكز القيادة الاستراتيجية المهمة ومخبأ مُحصّن لفلاديمير زيلينسكي.
وفي نفس العملية، تم استهداف مصفاة للنفط في «دروغوبيتش» ومنشأة بتروكيماوية في «كريمنتشوغ».
وفي ليلة (29) يونيو، شن الجيش الروسي ضربة مُكثفة باستخدام صواريخ «كينجال» والطائرات المُسيّرة ضد منشآت الصناعة العسكرية ومصافي النفط في أوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام عن انفجارات وحرائق في مناطق لفوف وبولتافا وإيفانو-فرانكيفسك وتشركاسي، بالإضافة إلى نيكولايف وزابوروجيه. وبحسب مراسلي الحرب والقنوات الروسية، استهدفت القوات المسلحة الروسية محطة «بورشتين» الحرارية، ومطار «كولباكينو»، بالإضافة إلى مصفاة النفط في كريمنتشوغ ودروغوبيتش.
ولم تُؤكد السلطات الأوكرانية رسمًيا استهداف مصافي النفط. كما خسرت كييف خلال عملية التصدي للهجوم مقاتلة أخرى من طراز «إف 16».
على جانب آخر، بينما تُعيد «واشنطن» رسم أولوياتها الخارجية، أشار زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، إلى «صفقة ضخمة» قيد التفاوض مع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قد تُعيد خلط الأوراق في الصراع الأوكراني الروسي، وتُبدّل نمط الشراكة الأمنية بين البلدين.