عقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، جلسة تناولت الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطتين من رئيس إدارة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر، ومن المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، كاثرين راسل.
وأكد فليتشر، خلال الإحاطة أن الاحتياجات الإنسانية في القطاع تشهد ارتفاعا مستمرا، مشددا على ضرورة تلبيتها دون تعريض المدنيين للخطر.
وقال إن السكان في غزة يتعرضون للقتل والإصابة والنزوح القسري، داعيا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبما يتماشى مع المبادئ الدولية ذات الصلة.
وأشار إلى أن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة بضمان وصول الغذاء والدواء للسكان، مؤكدا أن الواقع الميداني لا يعكس ذلك.
وأضاف إن المستشفيات الميدانية تستقبل يوميا أعدادا متزايدة من القتلى والجرحى، وأن المدنيين يواجهون خطر الاستهداف أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
وأوضح أن لدى الأمم المتحدة خطة استجابة إنسانية تتطلب دخول المساعدات عبر معابر متعددة، وتوزيعها من خلال آليات الأمم المتحدة وبما يضمن سلامة المدنيين.
من جهتها، قالت راسل، إن الأطفال في غزة يتعرضون لأوضاع إنسانية صعبة، ووصفت الوضع بأنه غير مسبوق، مضيفة أن أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا، فيما أصيب نحو 33 ألفا منذ بداية الحرب، بمعدل يقدر بـ28 طفلا يوميا.
وأشارت إلى أن معظم الأطفال في غزة بحاجة إلى دعم نفسي، محذرة من آثار نفسية طويلة الأمد على من ينجو منهم.
ولفتت إلى أن الأطفال يواجهون تحديات تتعلق بانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، مؤكدة أن الوضع المعيشي في القطاع بلغ مستويات حرجة.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، أشارت راسل إلى مقتل 33 طفلا فلسطينيا منذ مطلع العام، ونزوح أكثر من 32 ألف شخص، إلى جانب استمرار عمليات هدم المنازل واستخدام الأسلحة في مناطق مكتظة.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة حول الوضع في سوريا وقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، جير بيدرسون إحاطة حول الهجوم الإرهابي الذى وقع على كنيسة مار إلياس في دويلعة بدمشق، وقد أدانت الأمم المتحدة الهجوم بشدة.
وتطرق المبعوث الخاص إلى التحديات الأمنية والإرهابية المتعددة على الأرض وإلى المخاطر التي تهدد سوريا بسبب النزاعات غير المحسومة، و"الشعور الواسع بالإقصاء".
وذكر المبعوث الأممي زنه التقى بيدرسون بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ووزير الخارجية المؤقت أسعد الشيباني وركزت على حادثة الكنيسة والسياق الأوسع للتحديات الأمنية في سوريا كما أجري بيدرسون محادثات مع أطراف معنية أخرى، بمن فيهم بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية.
وأقر المبعوث الأممي بالجهود التي تبذلها السلطات المؤقتة في الجانب الأمني مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود وزيادة الدعم الدولي في هذا المجال. وشدد على التزام الأمم المتحدة بدعم انتقال سياسي شامل يضمن سلامة جميع السوريين ويلبى تطلعات الشعب السوري بأكمله.