أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، أن المختبرات الطبية وبنوك الدم تعاني من نقص شديد في وحدات الدم، مؤكدة أن الاحتياجات في تزايد مستمر مع ارتفاع عدد الإصابات الحرجة نتيجة القصف المتواصل.
وأوضحت الوزارة أن هذا العجز يُهدد فرص إنقاذ حياة مئات الجرحى، لا سيما أولئك الذين يحتاجون إلى تدخلات جراحية فورية ونقل دم بشكل عاجل، داعية المجتمع الدولي والجهات الإنسانية إلى التحرك العاجل لتوفير الدعم الطبي واللوجستي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تُحاصر فيه المستشفيات وتُمنع الإمدادات الطبية الحيوية من الوصول بشكل كافٍ إلى القطاع، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والصحي بشكل غير مسبوق.
في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في القطاع بأنه "كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مشيرة إلى دمار واسع طال المنشآت الطبية وعجز شبه تام في تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، في مقدمتها الوقود والأدوية وخدمات الرعاية.
أكد المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، أن معظم المرافق الطبية في قطاع غزة تعرضت لدمار كامل أو جزئي، مما أجبر الطواقم الطبية على العمل في ظروف توصف بـ"شبه المستحيلة"، في ظل غياب الكهرباء والماء والدواء.
وأوضح ياساريفيتش أن المنظمة لم تتمكن من إدخال مساعدات طبية منذ مارس 2025، باستثناء شحنة صغيرة جدًا في الأسبوع الماضي، لا تفي إلا بجزء يسير من حجم الاحتياجات المتفاقمة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن العراقيل التي تفرضها السلطات الإسرائيلية تمنع دخول الفرق الطبية الأجنبية والمساعدات العاجلة، رغم استعداد الفرق وشحنات الأدوية للدخول منذ أسابيع. وأضاف:“الآلاف بحاجة لإخلاء عاجل للعلاج خارج القطاع، لكن نقص الموافقات والقيود المفروضة يفاقم المعاناة”.
وأعرب ياساريفيتش عن قلق المنظمة البالغ من انتشار الأمراض المعدية في أوساط المدنيين، مشيرًا إلى تسجيل حالات شلل أطفال والتهاب الكبد الوبائي، مع تفشي أمراض تنفسية وسوء تغذية. كما حذّر من تداعيات انعدام المياه النظيفة وغياب خدمات الصرف الصحي، ما قد يؤدي إلى كارثة صحية جماعية.