استقر سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية اليوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، وسط فراغ في مجلس مصرف لبنان المركزي.
بقي سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق السوداء مستقراً نسبياً، متراوحاً ضمن هامش ضيق بين 89600 و89700 ليرة للدولار الواحد.
استقر سعر الدولار عند 89500 ليرة لبنانية على منصة صيرفة، وفقا لموقع مصرف لبنان المركزي.
وللمرة الأولى منذ سنوات، يدخل مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف في حالة فراغ رسمي بعد انتهاء ولاية نواب الحاكم وأعضاء اللجنة، وسط تعطيل فعلي للسلطة النقدية في البلاد بسبب خلافات سياسية حادة على الأسماء والحصص الطائفية، ما يهدد بتعميق أزمة الثقة المالية في الداخل والخارج.
وانتهت يوم الثلاثاء الماضي ولاية نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة: وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين، وألكسندر مراديان، بالإضافة إلى أعضاء لجنة الرقابة على المصارف المعيّنين منذ 10 يونيو/حزيران 2020، ورغم استمرار العمل الإداري الروتيني داخل المصرف، فإن غياب التعيينات الجديدة يعطل مهامًا أساسية في إطار التنظيم والرقابة المالية.
ويمتد تأثير الفراغ في مجلس مصرف لبنان ولجنة الرقابة إلى شلل شبه كامل في اتخاذ القرارات الرقابية والتنظيمية، بما فيها تطبيق القوانين وضبط السيولة، وهو ما يضعف قدرة الدولة على المضي في الإصلاحات المالية وخطة التعافي المطلوبة محليًا ودوليًا.
كما يحول هذا الفراغ دون التقدم في ملفات بالغة الحساسية، مثل قانون الفجوة المالية، الذي يُعد شرطًا أساسيًا ضمن أجندة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، بجانب تعطيل متابعة أعمال لجنة الرقابة، المكلفة بالإشراف على المصارف والمؤسسات المالية وشركات الوساطة وتأجير التمويل.
وتشير المعلومات إلى أن الخلاف على الأسماء يعرقل صدور مرسوم التعيينات الجديدة، وسط غياب انعقاد مجلس الوزراء في المدى القريب، بسبب سفر كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون في زيارة رسمية إلى الأردن، ورئيس الحكومة نواف سلام المرتقبة إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر بين 17 و20 يونيو/حزيران.
وفي كواليس التعيينات، برزت عدة مواقف متضاربة، حيث يسعر الرئيس عون يسعى إلى تغيير شامل للنواب الأربعة، بدعم من الولايات المتحدة، بينما يفضل رئيس الحكومة نواف سلام تجديد ولاية سليم شاهين، ويرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري أي تغيير في منصب وسيم منصوري ويصر على تجديد ولايته، فيما يطالب النائب السابق وليد جنبلاط بتغيير بشير يقظان وتعيين مكرم بو نصّار بدلاً منه.
وفق هذه المعادلة، يبدو أن الحل الأقرب قد يكون التجديد لكل من منصوري وشاهين، وتعيين كل من بو نصار وشخصية أرمنية جديدة مكان يقظان ومراديان، إلا أن الصيغة النهائية لا تزال معلقة حتى عودة الرئيس وتوافق الأطراف.