جيران العرب

إسرائيل تُحذّر بريطانيا وفرنسا: «الاعتراف بفلسطين سيُقابَل بردّ حازم»

الإثنين 26 مايو 2025 - 07:22 ص
مصطفى عبد الكريم
 وزير الخارجية الإسرائيلي
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر

في ظل تصاعد «النقاشات الأوروبية» حول الاعتراف بدولة فلسطينية، أرسلت «إسرائيل»، رسالة تحذيرية لـ«بريطانيا وفرنسا»، اعتبرتها رفضًا قاطعًا لأي تحرك أُحادي الجانب، ولوّحت بخطوات مُضادة قد تُعيد خلط الأوراق ميدانيًا.

وفي هذا الصدد، حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي، «جدعون ساعر»، من أن أي خطوة أوروبية أُحادية للاعتراف بدولة فلسطينية ستُؤدي إلى ردود فعل إسرائيلية قوية، في إشارة إلى احتمالية اتخاذ خطوات سيادية في الضفة الغربية.

وقال «ساعر» في تصريحات نقلتها صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية إن: "أي تحرك أحادي الجانب ضد إسرائيل سيُقابله تحرك مُماثل من جانبنا".

وجاءت تصريحات «ساعر» في محادثات مباشرة أجراها مُؤخرًا مع نظيريه البريطاني «ديفيد لامي»، والفرنسي «جان نويل بروت»، إلى جانب عدد من وزراء الخارجية الآخرين، وذلك على خلفية المؤتمر الدولي المُرتقب الذي دعت إليه كل من فرنسا والسعودية، والمقرر عقده في نيويورك خلال الفترة من (17 إلى 20) يونيو المُقبل.

«ماكرون» يقود مسعى لاعتراف أُحادي بدولة فلسطينية

ويتصدر جدول أعمال المؤتمر، الذي ينتظر أن يكون يوم (18) يونيو ذروته السياسية، مسعى يقوده الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون» لحشد اعتراف دولي أُحادي بدولة فلسطينية، في خطوة يقول إنها ستُسهم في تعزيز فرص السلام.

وبحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية، لم تتخذ تل أبيب حتى الآن قرارًا نهائيًا بشأن كيفية الرد على نتائج المؤتمر، إلا أن أحد السيناريوهات المطروحة بقوة هو فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية، إلى جانب مناطق أخرى في وادي الأردن.

وفي سياق مُتصل، كان «ساعر»، قد وجّه في وقت سابق، من هذا الشهر تحذيرًا صريحا للدول الغربية، خلال لقائه مع نظيره الألماني «يوهان وودبول»، قائلًا: "مثل هذه المبادرات مُدمّرة، ولن تُؤدي إلا إلى مكافأة إرهاب حماس، وستُقوض فرص التوصل إلى تسوية ثنائية في المستقبل، ما سيُجبر إسرائيل على اتخاذ خطوات أُحادية الجانب ردًا على ذلك".

«نتنياهو» يُحذّر من تداعيات مواقف بريطانيا وفرنسا وكندا بشأن غزة على أمن إسرائيل

من جهة أخرى، وفي وقت سابق، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، من أن مواقف كل من "بريطانيا وفرنسا وكندا"، بشأن الوضع في غزة قد تُفاقم التوترات وتُعرّض أمن إسرائيل لخطر هجمات إرهابية جديدة، مُنتقدًا في الوقت ذاته مطالب هذه الدول بوقف العملية العسكرية في القطاع وخططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وغرد «نتنياهو» على منصة «إكس» قائلًا: "بمطالبتهم إسرائيل بوقف حربها الدفاعية من أجل بقائها قبل القضاء على إرهابيي حركة حماس على حدودنا، وبمطالبتهم بإنشاء دولة فلسطينية، فإن القادة في لندن وأوتاوا وباريس يقدمون مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في (7 أكتوبر 2023)، بينما يحفزون في نفس الوقت فظائع مماثلة جديدة".

وأضاف نتنياهو: "إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس ترامب وتدعو جميع القادة الأوروبيين إلى فعل الشيء نفسه. يُمكن أن تنتهي الحرب غدًا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ونزع سلاح حماس، وطرد قادتها القتلة. لا يُمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل".

بريطانيا وفرنسا وكندا تُهدد بفرض عقوبات على إسرائيل وتُعلن دعمها لدولة فلسطينية

وأمس الإثنين، أعلنت سُلطات بريطانيا وفرنسا وكندا أنها ستتخذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم تُوقف هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة ولم ترفع القيود عن المساعدات الإنسانية. كما عارضت هذه الدول أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مُهددة إسرائيل بفرض عقوبات مُستهدفة. وجاء في البيان أيضًا عزم حكومات هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية.

وقد بدأت قوات الدفاع الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة كجزء من عملية "عربات جدعون" لتوجيه ما وصفته بـ "ضربة حاسمة ضد حركة حماس"، ويتم التوسع في العمليات القتالية بالتزامن مع مفاوضات في قطر عبر وسطاء، ما زالت تُحاول التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى.

فرنسا تدعو إسرائيل إلى السماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات لغزة

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الفرنسي، «جان نويل بارو»، إسرائيل إلى السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى «قطاع غزة» بشكل فوري وواسع النطاق ودون أية عوائق، مُحذرًا من تفاقم "الأزمة الإنسانية" إذا استمر الحصار والتأخير في إيصال المساعدات.