المغرب العربي

رئيس حركة البناء الوطني: الجزائر بحاجة إلى كثير من الوعي والتلاحم الوطني

الأحد 25 مايو 2025 - 11:21 ص
أحمد مالك
الأمصار

أكد عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، اليوم خلال تجمع شعبي نظمته الحركة بقصر الثقافة في ولاية عنابة، أن الجزائر تمر بمرحلة دقيقة تستدعي "تعبئة كل قوانا من أجل تجاوز حالة الأزمات، صوناً للمكتسبات وحمايةً للمصالح الحيوية للوطن".

واستعرض عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، في كلمته جملة من التحذيرات التي سبق أن أطلقتها الحركة في سياقات مختلفة، مشيراً إلى أن البعض "كان يظن أننا نبالغ في الحديث عن التحديات والمخاطر"، مضيفاً: "بل كان البعض يسخر منا عندما نحذر من الفوضى التي تكتسح ساحاتنا العربية، يسخر منا عندما كنا نقول إن معركتنا هي معركة وعي تسبق معركة قوة الساعد والسلاح".

وشدد عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، على أن البلاد بحاجة إلى “كثير من الوعي بإمكاناتنا وبتحديات وطننا، وإلى كثير من التلاحم الوطني، وإلى كثير من الانسجام المجتمعي، وإلى كثير من وحدة القرار الوطني”، داعياً إلى “كثير من المبادرات الطموحة، وكثير من مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية، وكثير من إشاعة الحرية، وكثير من الديمقراطية واحترام الحقوق، وكثير من مشاريع تُسعد المواطنين وتُرفه المجتمع”.

وخصّص عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، في جزء موسّع من خطابه، للحديث عن قضايا الشباب، حيث ذكر أن : “هناك سبع قضايا أساسية على الأقل لا ينبغي أن تغيب عن وعينا، ولا عن حواراتنا، وعن اهتمامنا، بل ينبغي أن نجعلها ضمن صلب أولوياتنا في هذه المرحلة”.

وأكد عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، أن “شباب الجزائر يمثلون أهم ثروة حيوية في بلادنا، وأن الجزائر اليوم وغداً في أمس الحاجة إليكم وإلى مبادراتكم”، مضيفاً: “كثير من شعوب الأمم في الضفة الأخرى شائخون وعاجزون، وأنتم يافعون تنتمون إلى وطن أغلب سكانه شباب يافع. فالمستقبل إذن هو لكم بإذن الله تعالى”.

وتطرق عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، في كلمته إلى الملاحظة التي أشار إليها رئيس الجمهورية في لقاء إعلامي سابق، حين قال إنه “لاحظ تنامياً مفرحاً لمستويات الخطاب الوطني والحس الوطني لدى الجيل الجديد من شباب الجزائر”، معتبراً أن ذلك “ثمرة يانعة من ثمرات صيانة الذاكرة الوطنية واستمرار أنوارها جيلاً بعد جيل”.

وأكد رعبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، أن “استمرار عطائكم ومبادراتكم إنما يكون ببناء الشبكات الشبانية على أساس الروابط الوطنية والحوار والتعاون والتنافس على خير وطنكم وشعبكم”، مشيراً إلى أن “جزائركم الجديدة وفّرت فرصاً جديدة، وكرّس لكم الدستور الجديد الكثير من الحقوق والمؤسسات لإثبات وجودكم واحتضان طاقتكم الهائلة”.

واستشهد عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، بمقتطفين من الدستور: “تسهر الدولة على توفير الوسائل المؤسساتية والمادية الكفيلة بتنمية قدرات الشباب وتحفيز طاقاتهم الإبداعية”، و”تشجع الدولة الشباب على المشاركة في الحياة السياسية، وتحمي الدولة الشباب من الآفات الاجتماعية”.

أما في ما يخص التحديات الأمنية والفكرية التي تستهدف الشباب، فقال عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، في كلمته إن “ترويج المخدرات والمتاجرة بها أصبحت حرباً لتدمير ثروتنا الشبابية بكل ما تحمله كلمة حرب من معنى”، مبرزاً أن “خصوم وطنكم يسعون إلى تدمير القوة الذاتية فيكم، وبثّ اليأس وروح الاتكالية بينكم، وقطع الأوصال بينكم وبين هويتكم ومقومات وثوابت أمتكم”.

كما دعا الشباب إلى “الانخراط في الحياة السياسية” و”الهيكلة داخل الأحزاب والجمعيات”، معتبراً أن ذلك هو السبيل لـ”توفير حواضن ومشاتل قيادات مجتمعية تبني الحاضر وتؤمن المستقبل”.

وفي حديثه عن التحديات الكبرى التي مرت بها الجزائر، عدد عبد القادر بن قرينة ستة منها: “تحدي الاستعمار الغاشم، تحدي الأمية، تحدي الخيارات التنموية، تحدي مصادرة حق المواطن في اختيار ممثليه، تحدي الإرهاب، وتحدي الفساد”، مؤكداً أن “الواجب اليوم هو التعبئة الشاملة لمواجهة موجة الاستعمار الجديد”.

وفي سياق التنمية، أثنى عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، على “روح المقاولاتية التي تسود هذه الأيام جامعاتنا بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية”، مؤكدا: “إنها مبشر خير بميلاد تحول جديد لشبابنا نحو العمل والفكر التنموي إذا تم بالفعل تجسيدها كأفكار ومشاريع في أرض الواقع”.

دعم الجزائر لقضية فلسطين

وفي ما يخص ضمان انتقال سلس للقيادة بين الأجيال، أكد أن ذلك يتم “عن طريق أحزاب سياسية تمثيلية تكون مؤسسات لتكوين نخب وكفاءات قادرة على تحصين المجتمع وتأطيره”، مستشهداً بفقرة دستورية تقول: “أصبح من الضروري إشراكه الفعلي في عملية البناء والمحافظة على مصالح الأجيال القادمة”.

أما عن مسؤولية الشباب في الدفاع عن القيم والثوابت الوطنية، فقد ذكّر عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، بأن بيان أول نوفمبر المجيد “يقوم على أربع ركائز مهمة: بناء دولة اجتماعية، ديمقراطية، ذات سيادة، في إطار ثوابت الأمة الإسلامية”.

وأكد عبدالقادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، أن دعم الجزائر لقضية فلسطين “يظل من الثوابت الوطنية”، مضيفاً: “رغم محاولات بعض أبناء فلسطين وبعض حكام العرب تصفيتها، فإن طوفان الأقصى أعادها إلى رأس الأولويات الكونية”.

وختم  عبد القادر بن قرينة حديثه بالدعوة إلى بناء وحدة مغاربية شبابية، قائلاً: “لا بد لكم من تفعيل التواصل مع أمثالكم من الشباب المغاربي لبناء وحدة شبابية تنتصر لحقوق الشعوب، وتواجه محاولات الاختراق الصهيوني، وتدعم حق تقرير المصير والعيش الكريم، وتبادل الخبرات والتجارب لصالح أقطارنا وأوطاننا ومواطنينا”.