تشهد «غزة» حالة من الدمار والدماء تحت وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية "المتواصلة"، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في تصعيد جديد يُشدد على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وفي هذا الصدد، أفادت مصادر فلسطينية، بمقتل أكثر من (70) شخصًا، من بينهم نساء وأطفال، نتيجة سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متعددة في «قطاع غزة» منذ فجر اليوم الأحد.
وذكرت المصادر أن منطقة «المواصي» غرب مدينة خان يونس وحدها شهدت سقوط (40) قتيلًا إثر غارات إسرائيلية استهدفت خيام النازحين.
كما جرى استهداف مناطق عدة في بيت لاهيا وجباليا ودير البلح ومُحيط مدينة غزة.
وأكدت إدارة مستشفى «العودة»، وقوع أضرار كبيرة بأقسامه الداخلية والخارجية بعد تعرض المنطقة المُحيطة في تل الزعتر بمخيم جباليا للقصف.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن في وقت سابق من يوم السبت، عن بدء حملة جديدة تحت مُسمى "عربات جدعون"، تتضمن ضربات مُكثفة وتحركات برية تهدف إلى تحقيق أهداف الحرب، بما يشمل تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس.
يُشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة استؤنفت في (18) مارس الماضي بعد توقف مؤقت بموجب اتفاق هدنة بوساطة مصرية قطرية أمريكية، في ظل تعثر المفاوضات حول المرحلة التالية من الاتفاق.
تدخل «مفاوضات غزة» بين إسرائيل وحماس مرحلة حاسمة، مع اقتراب موعد انتهاء المُهلة المُحددة التي تم الاتفاق عليها، حيث تتركز الأنظار الآن على الـ(24) ساعة الفاصلة التي من المتوقع أن تُحدد مسار التسوية بشكل نهائي. في ظل ضغوط دولية مُتزايدة ورغبة مشتركة في تجنب التصعيد، تشهد المباحثات توترًا مُتزايدًا يتطلب قرارات حاسمة من الطرفين، ما يجعل هذه الساعات القادمة مفصلية في رسم ملامح مستقبل الأزمة وتحديد اتجاهها القادم.
وفي هذا الصدد، يُواجه «مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي»، مرحلة مفصلية تمتد (24) ساعة في إطار المفاوضات مع «حماس»، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أن طرفي التفاوض يتعرضان لضغوط دولية متُصاعدة للتوصل إلى اتفاق، مُؤكدين أن الحكومة الإسرائيلية تمنح المباحثات فرصة "جدية"، مع توقع صدور القرار النهائي مساء اليوم الأحد.
وصرّح المسؤولون الإسرائيليون للصحيفة العبرية، بأنهم منفتحون على إدخال تعديلات "طفيفة" على إطار المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف»، لكنهم يرفضون أي تغييرات جوهرية، مُشيرين إلى أن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، يتمسك بالإفراج عن جميع المحتجزين في غزة دون وقف العمليات العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: إن المفاوضات الجارية لم تعد مجرّد عرض مسرحي، مُؤكدًا أن اللحظة الحالية تتطلب اتخاذ قرار حاسم: إما الاتفاق أو الحرب.
وفي وقت سابق، نشرت «هيئة البث الإسرائيلية»، تفاصيل الاتفاق الجاري التفاوض عليه حاليًا بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، أن الخطوط العريضة الجديدة للصفقة تتضمن إطلاق سراح (10) محتجزين إسرائيليين ووقف إطلاق النار لمُدة شهرين.
ويقضي المقترح الجاري بحثه بأن تُفرج «حماس» عن (10) محتجزين فور انطلاق الاتفاق، على أن تُلزم في اليوم العاشر بالكشف عن قائمة بأسماء جميع من تحتجزهم، سواء كانوا أحياءً أو فارقوا الحياة.
تصعيد دموي جديد شهده شمال «قطاع غزة»، حيث أسفر القصف الإسرائيلي الليلي على «بيت لاهيا ومُخيم جباليا» عن مقتل أكثر من (100) شخص. يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من التدهور المتسارع في الوضع الإنساني وتفاقم الخسائر في صفوف المدنيين.