رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حركة طالبان تعين 44 من أعضائها في مناصب رئيسية

نشر
الأمصار

عينت حركة طالبان، الأحد، 44 من أعضائها في مناصب رئيسية منها حكام أقاليم وقادة شرطة، متجاهلة الدعوات الدولية بالتفاوض مع أطراف سياسية أخرى وتشكيل حكومة شاملة تضم الأقليات والنساء.

وفي خطوة رئيسية على طريق تعزيز قبضتها على الحكم في الوقت الذي تعاني فيه أفغانستان من مشكلات أمنية واقتصادية متزايدة.

طالبان

تعتبر هذه أول جولة واسعة النطاق من التعيينات تعلن عنها الحركة منذ تشكيل الحكومة في سبتمبر.

وأعلنت طالبان عن قائمة الأدوار الجديدة لأعضائها، ومن بينهم قاري باريال الذي سيتولى منصب حاكم إقليم قندهار ووالي جان حمزة الذي سيضطلع بدور قائد شرطة المدينة.

وكان القائم السابق بأعمال قائد شرطة كابول، مولوي حمد الله مخلص، قُتل هذا الشهر في هجوم على أكبر مستشفى عسكري أفغاني بوسط كابول.

طالبان

وقد سيطرت طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان يوم 15 أغسطس الماضي، لكنها تواجه مصاعب جمة في الوفاء بتعهدها باستعادة النظام والأمن بعد حرب دامت عقودا. وشن تنظيم الدولة الإسلامية موجة من الهجمات في أنحاء البلاد، بينما هوى الاقتصاد في أزمة.

وثمة دعوات دولية للحركة كي تتفاوض مع أطراف سياسية أخرى لتشكيل حكومة شاملة تضم الأقليات والنساء، وإن لم يتحقق بعد تقدم كبير في هذا الإطار.

وفي سياق أخر، أفادت وسائل إعلام أفغانية، يوم السبت 30 أكتوبر الماضي، بمقتل شخصين خلال عملية مداهمة لحركة “طالبان” لحفل زفاف شرقي البلاد، وذلك بسبب عزف الموسيقى.

وبحسب وسائل الاعلام، فإن “شخصين على الأقل قتلا وأصيب 10 آخرون على يد حركة طالبان عندما بدأ الناس عزف الموسيقى في حفل زفاف في قرية شمشبور مار غوندي في منطقة سورخرود بإقليم ننكرهار الليلة الماضية”.

وحركة “طالبان” هي حركة قومية إسلاميّة سُنية سِيَاسِية مُسلحة، ويَعتقد قياداتُها أنهم يطبّقون الشريعة الإسلامية. أسسها الملا محمد عمر، وتحكم حاليًا أفغانستان تحت مسمى إمارة أفغانستان الإسلامية. تأسست سنة 1994 وهي إحدى الفصائل البارزة في الحرب الأهلية الأفغانية.

ومعظم منتسبي الحركة هم من الطلبة من مناطق البشتون في شرق وجنوب أفغانستان الذين تلقوا تعليمهم في مدارس إسلامية تقليدية، وقاتلوا خلال فترة الحرب السوفيتية ـ الأفغانية.

وبقيادة الملا عمر انتشرت الحركة في معظم أفغانستان، وابتعدت عن المجاهدين أمراء الحرب ثم حَكمَت أجزَاءً كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانية كابل في 27 سبتمبر 1996م معلنة قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان ونقلت العاصمة إلى قندهار، واستمرت بالحكم حتى 2001.

أطيح بالحركة بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في ديسمبر 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

ولم تعترف بحكومة طالبان دبلوماسيا إلا ثلاث دول فقط: باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

أعادت المجموعة تنظيم صفوفها لاحقًا كحركة تمرد لمحاربة إدارة كرزاي المدعومة من الولايات المتحدة وقوات إيساف بقيادة الناتو في الحرب في أفغانستان.

تم إدانة حركة طالبان دوليًا لتطبيقها القاسي للشريعة الإسلامية، ومعاملتها الوحشية للعديد من الأفغان خلال فترة حكمها، وارتكبت الحركة مع حلفائها مذابح ضد المدنيين الأفغان.

وحرمت الحركة إمدادات الأمم المتحدة الغذائية لـ160 ألف مدني جائع، واتخذت سياسة الأرض المحروقة، وحرقت مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل.

وأثناء سيطرتها على أفغانستان قامت الحركة بحظر الأنشطة ووسائل الإعلام بما في ذلك الرسومات والتصوير الفوتوغرافي والأفلام التي تصور الأشخاص أو الكائنات الحية الأخرى. كما حرموا الموسيقى التي تستخدم الآلات باستثناء الدف. ومنعت الفتيات والشابات من الالتحاق بالمدارس.

تم وصف أيديولوجية طالبان بأنها تجمع بين شكل “مبتكر” من الشريعة الإسلامية على أساس أصولية ديوبندية والإسلاموية المتشددة إلى جانب المعايير الاجتماعية والثقافية البشتونية المعروفة باسم الباشتونوالي، حيث أن معظم طالبان هم من رجال قبائل البشتون.

يزعم المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية على نطاق واسع أن المخابرات الباكستانية والقوات المسلحة الباكستانية قدمت الدعم لطالبان أثناء تأسيسها وفترة وجودها في السلطة، واستمرت في دعمهم أثناء التمرد. ونفت باكستان ذلك وصرحت بأنها أسقطت كل الدعم للجماعة بعد هجمات 11 سبتمبر.

وفي سنة 2001 ورد أن 2500 عربي تحت قيادة زعيم القاعدة أسامة بن لادن قاتلوا مع طالبان.

بعد سقوط كابل في 15 أغسطس 2021 استعادت طالبان السيطرة الفعالة على حكم أفغانستان.

وطالبت موسكو في ختام مؤتمر دولي تستضيف فيه روسيا طالبان لأول مرة منذ تولي الحركة للسلطة في أغسطس الماضي، القيادة الأفغانية الحالية إلى تبني سياسات داخلية وخارجية معتدلة ونهج ودي تجاه دول الجوار.

وأفاد البيان الختامي، للمؤتمر الذي عقد أكتوبر الماضي، بأنه تم اقتراح طلاق مبادرة جماعية لعقد مؤتمر دولي واسع النطاق للمانحين تحت رعاية أممية في أقرب وقت ممكن.

وأعرب البيان الختامي، عن القلق البالغ إزاء تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في أفغانستان، مؤكدًا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى حشد جهود لتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية عاجلة للشعب الأفغاني.

وجاءت مبادرة روسيا لاستضافة المحادثات في إطار جهود لتعزيز نفوذها في المنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد، لكنها تخشى في المقام الأول من مخاطر عدم الاستقرار في آسيا الوسطى، وتدفق محتمل للمهاجرين ونشاط المتشددين الموجه من أفغانستان، خاصة تنظيم داعش.