رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي.. وتنديدات محلية ودولية

نشر
محاولة اغتيال مصطفى
محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي

 تعرض رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، لمحاولة اغتيال فاشلة، فجر الأحد، بينما كان يجري جولة تفقدية لقوى الأمن التي كانت تقف في وجه عدد من المحتجين ببغداد، ونعرض خلال السطور التاليةتفاصيل محاولة الاغتيال وردود الأفعال المختلفة.

محاولة اغتيال فاشلة

أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان رسمي عراقي خلال الساعات الأولى من اليوم أن محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم تصبه بأذى مؤكدة أنه بصحة جيدة.

وجاء في البيان أن محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد، وأن الرئيس لم يصب بأي أذى وهو بصحة جيدة.

وقالت المصادر أمنية إن ستة من أفراد قوة الحراسة الشخصية للكاظمي المتمركزة خارج منزله أصيبوا.

وفيما يخص تفاصيل محاولة الإغتيال أوضحت المصادر الامنية أن الكاظمي كان عائدًا من جولة تفقدية أجراها لقوات أمنية كانت تقف في مواجهة عدد من المحتجين عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء عندما هاجمته الطائرة المسيرة.

وبينما كان يهم رئيس وزراء العراق بالدخول إلى منزله من هذه الجولة استهدفت طائرة مسيرة الموقع ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر حرسه الشخصي بالإضافة إلى وقوع بعض الأضرار المادية الطفيفة.

فيما أعلنت وكالة RT نقلًا عن مصادر إن طائرة مسيرة حامت في محيط مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء لأكثر من ثلاث دقائق، وبدأ طاقم الحماية بإطلاق النار عليها لإسقاطها لكنه لم يتمكن من ذلك.

ومع اقترابها من المنزل كثف إطلاق النار عليها بأوامر من مسؤولين في مكتب الكاظمي، مع اتخاذ إجراءات لحماية رئيس الحكومة، لكنها أسقطت ما تحمله من مقذوفات.

ووفقا لمعلومات، فإن المكان الذي استهدف، هو منزل الكاظمي الخاص، الذي كان مقرا لمؤسسة الذاكرة التي يقودها والتي تعنى بأرشفة الوثائق العراقية، ويقع المنزل بالقرب من منزل رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي.

كما أعلنت خلية الإعلام مؤخرًا أنّ “قوة أمنية رفعت مقذوفًا استخدم في الهجوم على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لكنه لم ينفجر”

الكاظمي
الكاظمي

الكاظمي فداء للعراق

نشر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إثر نجاته من محاولة اغتيال، تغريدة على تويتر قال فيها “كنت ومازلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، أنا بخير والحمدالله وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق”.

وأضاف “صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتزّ شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه”، في وقت تشهد فيه البلاد توتراً سياسياً إثر الانتخابات النيابية المبكرة.

العراق

إدانات محلية

أكد الرئيس العراقي برهم صالح، عدم القبول بجر البلاد إلى الفوضى والانقلاب على نظامها الدستوري.

وقال على حسابه في “تويتر”، إن “الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق، ويستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن و سلامة شعبه”.

وأضاف: “لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري”.

من جهته قال زعيم تيار “الحكمة” عمار الحكيم، إن “استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر، فإن من شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق أمام الرأي العام العالمي”.

وأضاف، أن “استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثل تطورا خطيرا، ويخاطر بالمنجزات التي تحققت على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي”.

العراق - زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر
العراق – زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر

كما أدان رجل الدين الشيعي البارز في العراق، مقتدى الصدر، والذي فاز في الانتخابات التشريعية العراقية بأكثر من 70 مقعدًا، محاولة اغتيال الكاظمي والتي وصفها بـ”الإرهابية”، وقال الصدر في بيانه إن هذا الهجوم “استهداف واضح وصريح العراق وشعبه، ويستهدف أمنه واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة، ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب، فتعصف به المخاطر وتدخلات الخارج من هنا وهناك”.

وتابع الصدر قائلا: “ولذا على جيشنا الباسل والقوى الأمنية البطلة الأخذ بزمام الأمور على عاتقها، حتى يتعافى العراق ويعوج قويا”، حسب قوله.

إدانات دولية

دانت الولايات المتحدة اليوم الأحد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووصفتها بـ”العمل الإرهابي الواضح”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان له: “لقد شعرنا بالارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدة، استهدف صميم الدولة العراقية”.

وأضاف: “نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية الموكلة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله، وعرضنا المساعدة في التحقيق بهذا الهجوم”.

من جهتها دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) محاولة الاغتيال وأعربت عن “ارتياحها لأن رئيس الوزراء لم يصب بأذى”.

وذكرت في بيان صحفي: “يجب عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال غير القانونية بتقويض استقرار العراق وإفساد عمليته الديمقراطية”.

وتابعت: “ننضم إلى رئيس الوزراء في الدعوة إلى الهدوء والحث على ضبط النفس. علاوة على ذلك، نشجع بشدة جميع الأطراف على تحمل مسؤولية خفض التصعيد”.

الرئيس المصري- عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري- عبد الفتاح السيسي

إدانات عربية وخليجية

أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس وزراء العراق، داعيا الأطراف العراقية إلى التهدئة والتكاتف من أجل الحفاظ على استقرار الدولة.

وكتب السيسي عبر “فيسبوك” صباح اليوم: “تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي فجر اليوم وإذ أدين هذه المحاولة الغاشمة أدعو الله أن يحفظه وأن يتحقق الأمن والاستقرار للعراق وشعبه”.

وأضاف: “كما أدعو كافة الأطراف والقوي السياسية بالعراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ علي استقرار الدولة وتحقيق آمال الشعب العراقى الشقيق”.

كما دان الرئيس اللبناني، ميشال عون، محاولة الاغتيال، معتبرًا  أن “هذه المحاولة تستهدف ليس فقط شخص الرئيس الكاظمي، بل كذلك الاستقرار والأمن في العراق والجهود المبذولة في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية العراقية وتفعيل الاقتصاد الوطني وتوفير حياة هانئة للشعب العراقي الشقيق”.

فيما دانت دول الخليج العربية محاولة الاغتيال التي نجا منها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الليلة الماضية.

وقالت الخارجية السعودية في بيان أصدرته اليوم إن المملكة “تدين بشدة للعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف رئيس مجلس الوزراء العراقي، وتؤكد وقوفها صفا واحداً إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعبا، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه”.

وأعربت الخارجية الكويتية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال “الآثمة”، مشددة على أن هذا الهجوم لا يستهدف الكاظمي فحسب بل و”ما تحقق للعراق وشعبه الشقيقة من وحدة وإنجازات على كافة الأصعدة”.

 دانت الخارجية الإماراتية “الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق الشقيق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية”، مؤكدة وقوف الإمارات إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب وحرصها على استتباب الأمن والاستقرار فيه.

بدورها، أكدت الخارجية القطرية أنها تعتبر الهجوم على مقر إقامة الكاظمي عملا إرهابيا، وشددت على ضرورة ملاحقة الضالعين فيه وتقديمهم للعدالة، مضيفة: “موقف دولة قطر الثابت الداعم لوحدة واستقرار وسيادة العراق، وتطلعات شعبه الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية”.

من جانبها، وصفت الخارجية البحرينية محاولة اغتيال الكاظمي بأنها “عمل إرهابي آثم يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في العراق”، مؤكدة وقوف المملكة مع العراق حكومة وشعبا في حربهما ضد الإرهاب، و”دعمها لكافة الإجراءات المتخذة من أجل الحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه”.

بدوره، أبدى الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، في بيان له إدانته أيضا لـ”محاولة الاغتيال الآثمة” التي نفذت بواسطة طائرة مسيرة.

وأكد الحجرف “رفضه القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتي استهدفت أمن واستقرار العراق والذي هو من أمن دول المجلس”، معبرا عن تضامن مجلس التعاون مع العراق وشعبه  للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.