رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مذبحة سبايكر 2014 …..6 سنوات على الخيانة والإرهاب

نشر
الأمصار

تحل اليوم الذكرى السادسة لواحدة من أبشع المذابح الإرهابية الداعشية “مذبحة سبايكر”، 12 يونيو/حزيران 2014، حيث قامت داعش بأسر وقتل أعضاء الفرقة 18 التابعة للجيش العراقي، والمكلفة بحماية انبوب النفط الرابط بين بيجي، ومنطقة حقول عين الجحش، في الموصل، بقاعدة سبايكر الجوية، حيث هاجم التنظيم القاعدة بعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل، وأسروا أكثر من 2000 جندي، تم اقتيادهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفنوا بعض منهم وهم أحياء.

مذبحة سبايكر “الخيانة والاضطهاد الطائفي”

ولعل القدر منح الفرصة لأحد جنود قاعدة سبايكر، الذي نجا من الموت ثلاث مرات، ليحكي رؤي العين ما حدث، فقد كان أحد المتطوعين في تشكيل قيادة فرقة استطلاع جديدة، والتي ضمت ثلاثة آلاف جندي من جميع المحافظات، وبقوا فيها نحو شهر، وفي السابع من يونيو/ حزيران، التحقوا بـ ذي قار، لتتحرك الوحدة بأكملها في اليوم التالي، إلى قطاع عمليات صلاح الدين، وفي  ليلة الحادي عشر من يونيو/حزيران، تحركت وحدته المؤلفة من ثلاثة آلاف جندي إلى قاعدة سبايكر الجوية، دون العلم بأن الموصل وصلاح الدين والمناطق المحيطة بهما وقعت في أيدي داعش، حيث تآمر قادة الفرقة على الجنود، وبثوا روح الطمأنينة في نفوسهم الجنود، وأقنعوهم بأن القاعدة حصينة ولم تسقط، وأخبروهم بانهم سيلتحقوا بمقرهم السابق القريب من جبال حمرين، ولكن طلب منهم آمر الوحدة، النزول بملابس مدنية، وترك هوياتهم.

انصاع افراد الفرقة للأمر وركبوا السيارات التي ستنقلهم، ولكن لم يعلموا بأن سائقيها اتفقوا مع تنظيم الدولة الإرهابي على تسليمهم إليهم، فسلموهم، واعصبوا أعينهم، وأنزلوهم في أحد القصور الرئاسية، وأدخلوهم في غرفة ضيقة، وبعد نحو ساعة أزاحوا العُصابة، وبدأوا حفلتهم الدموية، وأبقوا على ما يقرب من 150 أسير، أصدر القيادي الداعشي أبوبكر البغدادي، عفو عن سنيّ الطائفة، فأركبوهم ونزلوهم وسط المدينة.

داعش توثق الحفلة الدموية

 قام التنظيم الإرهابي بتصوير أحداث المذبحة، لتترك أثر نفسي سيء لدى أسر ضحايا قاعدة سبايكر، ليخرجوا في مظاهرات لمحاكمة القادة الذين سلموا ضحايا سبايكر لتنظيم داعش، وتمكنت احدى المظاهرات من اقتحام البرلمان للمطالبه بمحاسبة قادة سبايكر، وقام الأهالي بإغلاق جسر في بغداد بضع مرات احتجاجاً على تأخر الحكومة في اتخاذ إجراءات سريعة.

ما بعد سبايكر

ومازالت التحقيقات تجرى حتى وقتنا هذا، حيث تم الإعلان في الآونة الأخيرة عن اعتقال عدد من إرهابيّ “داعش”، المتهمين بارتكاب مذبحة سبايكر، بالإضافة إلى تحديد أسماء 57 مجرم، ثبت تورطهم في ارتكاب المذبحة، وأنهم أعضاء في حزب البعث.

يذكر أن عدد ضحايا مذبحة سبايكر الجوية، وفقاً لتقارير وزارة الصحة العراقية،1907 قتيل، وتأتي محافظة ذي قار وبابل في المركز الأول من حيث عدد الضحايا.