عطاف: الجزائر ملتزمة بدعم حل إفريقي للنزاع شرق الكونغو
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية الجزائري أحمد عطاف التزام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بدعم جهود الاتحاد الإفريقي الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم للنزاع القائم في منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك خلال مشاركته في اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.
وجرى الاجتماع، الذي عُقد عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في ظل تطورات وُصفت بالخطيرة تشهدها منطقة شرق الكونغو، حيث خُصص لبحث آخر المستجدات الأمنية والسياسية، ومناقشة سُبل تعزيز دور الاتحاد الإفريقي ومساهمته في ترسيخ حل سلمي شامل لهذه الأزمة المتفاقمة.
أولويات إفريقية عاجلة
وفي كلمته خلال الاجتماع، شدد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على ضرورة توجيه الجهود الإفريقية نحو ثلاث أولويات عاجلة، من شأنها تهيئة الظروف المناسبة لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها. وتتمثل هذه الأولويات، بحسب الوزير الجزائري، في تفعيل وتثبيت وقف إطلاق النار على الأرض، بما يحد من العنف ويخفف معاناة المدنيين، إلى جانب تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية بين الأطراف المتنازعة، وتهيئة مناخ ملائم للحوار.
كما أكد عطاف أهمية التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، مشيرًا إلى أن الحلول المؤقتة أو الأمنية وحدها لن تكون كافية لضمان استقرار دائم في شرق الكونغو، ما لم يتم التعامل مع جذور الأزمة المرتبطة بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأبرز وزير الدولة الجزائري أهمية تنشيط جميع الآليات الإفريقية التي تم تأسيسها سابقًا للمساهمة في بلورة حل سياسي شامل للأزمة، معتبرًا أن الاتحاد الإفريقي يمتلك أدوات مؤسساتية وخبرات دبلوماسية تخوله لعب دور محوري في تسوية النزاع.
وفي هذا السياق، شدد عطاف على أن الدور الإفريقي يجب أن يكون مكمّلًا للجهود الدولية، وليس بديلًا عنها، لافتًا إلى أن التحركات الإفريقية ينبغي أن تتكامل مع المبادرات الدولية التي أفضت مؤخرًا إلى توقيع اتفاق واشنطن واتفاق الدوحة، واللذين يُنظر إليهما كخطوتين مهمتين في مسار تهدئة الأوضاع وفتح المجال أمام تسوية سياسية أوسع.

وفي ختام مداخلته، جدد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف التأكيد على أن الجزائر ستظل ثابتة في التزامها بدعم حل إفريقي للأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حلٌّ يقوم على الحوار الشامل بين جميع الأطراف، ويستند إلى الاحترام الكامل لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إلى جانب الالتزام بأحكام الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
ويعكس هذا الموقف استمرار الدبلوماسية الجزائرية في تبني نهج داعم للحلول السلمية للنزاعات الإفريقية، انطلاقًا من قناعتها بأهمية “إفريقية الحلول للمشكلات الإفريقية”، وضرورة تعزيز دور المؤسسات القارية في حفظ السلم والأمن داخل القارة.
وتأتي مشاركة الجزائر في هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه شرق الكونغو تصعيدًا أمنيًا متواصلًا، ما يضاعف من حجم التحديات الإنسانية والسياسية، ويستدعي، بحسب مراقبين، تحركًا إفريقيًا منسقًا وأكثر فاعلية لتجنيب المنطقة مزيدًا من عدم الاستقرار، وتعزيز فرص السلام الدائم.