مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

فيضانات جنوب إسبانيا تخلف قتيلًا ومفقودين قرب مالقة

نشر
الأمصار

لقي شخص مصرعه، فيما فُقد آخرون، جراء فيضانات عنيفة ضربت جنوب إسبانيا، اليوم الأحد، بعد هطول أمطار غزيرة على نطاق واسع في محيط مدينة مالقة الإسبانية، ما أدى إلى غمر الشوارع وتعطّل الحركة في عدد من القرى والمناطق السكنية، وسط استنفار واسع من أجهزة الطوارئ والإنقاذ.

وأفادت السلطات المحلية في إقليم الأندلس الإسباني بأن كميات الأمطار التي هطلت خلال ساعات قليلة كانت كافية لإحداث سيول مفاجئة، خاصة في المناطق المنخفضة، الأمر الذي تسبب في جرف مركبات وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والبنية التحتية، إلى جانب سقوط ضحايا.
استنفار رسمي وعمليات إنقاذ متواصلة
وقال أنتونيو سانز كابيلو، المسؤول عن حالات الطوارئ في حكومة إقليم الأندلس الإسبانية، في تصريح رسمي نشره عبر منصة “إكس”، إن الأمطار الغزيرة تسببت في تسجيل 339 حادثًا في مناطق مختلفة من الإقليم، كان النصيب الأكبر منها في محافظة مالقة، مؤكدًا أن فرق الطوارئ لا تزال تعمل على مدار الساعة للتعامل مع تداعيات الفيضانات.

وأوضح المسؤول الإسباني أن مستوى الطوارئ لا يزال ساريًا في بعض المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية خفّضت مستوى التحذير من اللون الأحمر، الذي يشير إلى خطر شديد، إلى اللون البرتقالي، مع استمرار احتمالات هطول أمطار متفرقة خلال الساعات المقبلة.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد غمر المياه لشوارع كاملة في عدد من القرى جنوب إسبانيا، حيث ارتفعت منسوب المياه بشكل مفاجئ خلال ساعات الليل، ما دفع بعض السكان إلى مغادرة منازلهم خشية تفاقم الأوضاع.

ومع انحسار الأمطار صباحًا، باشرت فرق الإنقاذ والدفاع المدني الإسباني أعمال إزالة الطمي والمخلفات من الطرق، إلى جانب سحب السيارات العالقة، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن المفقودين باستخدام فرق متخصصة وطائرات مسيّرة في بعض المناطق الوعرة.

وتُعد إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تأثرًا بتداعيات التغير المناخي، حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة موجات حر غير مسبوقة خلال فصل الصيف، إلى جانب نوبات متكررة من الأمطار الغزيرة والعواصف المفاجئة، وهو ما يرجعه خبراء المناخ إلى ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري.

ويحذر مختصون من أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة مرشحة للتكرار بوتيرة أكبر خلال الأعوام المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات أكثر صرامة على المستويين المحلي والدولي للحد من آثار التغير المناخي.

ذكريات كارثة أكتوبر 2024
وتعيد فيضانات اليوم إلى الأذهان الكارثة التي شهدتها إسبانيا في أكتوبر 2024، حين ضربت فيضانات مدمرة عدة أقاليم، وأسفرت عن مقتل أكثر من 230 شخصًا، كان معظمهم في إقليم فالنسيا الإسباني.

وأثارت تلك الفيضانات حينها موجة غضب شعبي واسعة، حيث وجّه المواطنون انتقادات حادة لطريقة إدارة الأزمة، في ظل خلافات سياسية بين الحكومة الإسبانية المركزية ذات التوجه اليساري والسلطات المحلية التي يقودها اليمين، حول الصلاحيات والمسؤوليات في التعامل مع الكوارث الطبيعية.

وبعد مرور أكثر من عام على فيضانات فالنسيا، لا تزال التحقيقات القضائية والإدارية جارية في إسبانيا لتحديد المسؤوليات، وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع، خاصة مع تكرار حوادث الفيضانات في مناطق مختلفة من البلاد.

وتؤكد السلطات الإسبانية أن الدروس المستفادة من الكوارث السابقة يتم العمل على تطبيقها حاليًا، من خلال تحسين أنظمة الإنذار المبكر وتعزيز جاهزية فرق الطوارئ، في محاولة للحد من الخسائر البشرية والمادية مستقبلاً.