الأسهم الأمريكية تقترب من قمة تاريخية بدعم صفقة إنفيديا
حامت الأسهم الأميركية، اليوم الجمعة، قرب مستويات قياسية جديدة، في ظل تداولات هادئة تزامنت مع موسم الأعياد، مدعومة بصعود سهم شركة إنفيديا الأميركية عقب إعلان صفقة ترخيص تكنولوجي مع شركة “غروك” الناشئة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استمرار التفاؤل الموسمي في أسواق المال الأميركية.
وشهدت مؤشرات وول ستريت تذبذبًا محدودًا، حيث انخفض مؤشر “إس أند بي 500” الأميركي بنسبة 0.1%، فيما استقر مؤشر “ناسداك 100” الأميركي دون تغيير يُذكر، وذلك في ظل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وتحول جزء من السيولة الاستثمارية نحو أسواق السلع والمعادن.
وارتفع سهم شركة إنفيديا الأميركية بنسبة 1.1%، بعد أن أبدى محللون تفاؤلهم تجاه صفقة الترخيص التي أبرمتها الشركة مع “غروك”، معتبرين أن الاتفاق يعزز مكانة إنفيديا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، ويدعم توقعات النمو طويلة الأجل للشركة، في وقت ما تزال فيه أسهم التكنولوجيا تقود مكاسب الأسواق الأميركية.
وعند الساعة 12:32 ظهرًا بتوقيت نيويورك الأميركية، كانت المؤشرات الرئيسية تتحرك في نطاق ضيق، حيث قاد قطاعا المواد والتكنولوجيا المكاسب، في حين تعرض قطاعا السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة لبعض الضغوط.
ويواصل المستثمرون في الولايات المتحدة الأميركية الرهان على ما يُعرف بموسم “ارتفاع سانتا كلوز”، وهو نمط تاريخي يشهد خلاله سوق الأسهم مكاسب في الجلسات الأخيرة من العام وبدايات شهر يناير، وسط توقعات بأن يدعم هذا العامل الموسمي أداء الأسواق رغم تصاعد النقاش حول تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

وقال كريغ جونسون، كبير محللي السوق في شركة “بايبر ساندلر” الأميركية، إن الأسواق ما تزال إيجابية ولكنها انتقائية، مشيرًا إلى أن تحسن اتساع السوق وتراجع الضغوط التضخمية قد يدعمان موجة صعود جديدة مع نهاية العام.
وفي موازاة ذلك، سجلت المعادن النفيسة مستويات قياسية جديدة، حيث ارتفعت أسعار الذهب والفضة والبلاتين، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، وضعف الدولار الأميركي. وصعد الذهب الفوري بأكثر من 0.8%، متجاوزًا مستويات تاريخية، ما انعكس إيجابًا على أسهم شركات التعدين الأميركية.
كما اتجهت أسعار النفط نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ أكتوبر، في ظل مخاوف تتعلق بالإمدادات العالمية، بعد تقارير عن تشديد الولايات المتحدة الأميركية القيود على شحنات نفطية من فنزويلا، إضافة إلى تطورات أمنية في بعض مناطق إنتاج النفط.
وعلى مستوى الأداء السنوي، ارتفع مؤشر الأسهم الأميركية بنحو 18% منذ بداية العام، محققًا مكاسب للعام الثالث على التوالي، وسط توقعات متفائلة من محللي وول ستريت باستمرار الصعود خلال عام 2026، مدعومًا بنمو أرباح الشركات وتحسن الإنتاجية، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي أخبار الشركات، قفزت أسهم شركة تارجت الأميركية بأكثر من 6% بعد أنباء عن استثمار كبير من شركة “تومز كابيتال”، في حين تراجعت أسهم وارنر براذرز ديسكفري الأميركية وسط تقارير عن احتمال تراجع عرض استحواذ من شركة “باراماونت سكاي دانس”.
وتأتي هذه التحركات في وقت تترقب فيه الأسواق الأميركية تطورات الطقس القاسي في شمال شرق الولايات المتحدة، والذي تسبب في تعطيل حركة السفر وإلغاء مئات الرحلات الجوية، ما أضاف عنصرًا من الحذر إلى تعاملات المستثمرين في نهاية الأسبوع.