مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ترامب يمزج السياسة بأجواء عيد الميلاد في فعالية تتبع سانتا

نشر
الأمصار

شارك الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب في الفعالية السنوية لمكالمات تتبع سانتا كلوز، التي تنظمها قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (NORAD) في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مبادرة تقليدية تهدف إلى إدخال البهجة على الأطفال حول العالم عشية عيد الميلاد، من خلال تمكينهم من الاتصال والاستفسار عن موقع سانتا ومسار رحلته الخيالية لتوزيع الهدايا.

وخلال مشاركته، أجرى ترامب عددًا من المكالمات الهاتفية مع أطفال من داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث أجاب عن أسئلتهم المتعلقة بمكان وجود سانتا كلوز، والوقت المتوقع لوصوله إلى منازلهم، في أجواء احتفالية يغلب عليها الطابع المرح والخيال المرتبطين بعيد الميلاد. 

وتُعد هذه المكالمات جزءًا من تقليد سنوي ممتد منذ عقود، تحرص من خلاله NORAD على تعزيز صورتها لدى الجمهور، خاصة الأطفال، عبر تقديم دورها الدفاعي في قالب مبسط وودي.

إلا أن مشاركة الرئيس الأمريكي  لم تقتصر على الجانب الترفيهي فقط، إذ أضفى عليها طابعًا سياسيًا لافتًا، بعدما تطرق خلال بعض الأحاديث إلى قضايا تتعلق بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة، ورؤيته لمسار القيادة والسياسات العامة. 

هذا المزج بين أجواء العيد والرسائل السياسية أثار ردود فعل متباينة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعض المتابعين أن إدخال السياسة في مناسبة موجهة بالأساس للأطفال يُفقدها طابعها البريء، ويتعارض مع الهدف الأساسي للفعالية.

في المقابل، رأى مؤيدو ترامب أن هذا الأسلوب يعكس شخصيته السياسية المعروفة، وقدرته على استثمار أي ظهور إعلامي، حتى في المناسبات الاحتفالية، لإعادة التأكيد على مواقفه ورسائله لجمهوره داخل الولايات المتحدة. 

وأشار هؤلاء إلى أن مشاركة شخصيات عامة في فعاليات NORAD ليست أمرًا جديدًا، وأن لكل شخصية أسلوبها الخاص في التفاعل مع الجمهور.

وتعود فعالية تتبع سانتا التي تنظمها قيادة NORAD الأمريكية إلى أكثر من ستة عقود، حيث بدأت كخطأ مطبعي في إعلان صحفي أدى إلى تلقي القيادة العسكرية اتصالات من أطفال يسألون عن سانتا، قبل أن تتحول الفكرة إلى تقليد سنوي تشارك فيه قوات عسكرية ومتطوعون للرد على المكالمات، باستخدام تقنيات الرادار والأقمار الصناعية بشكل رمزي لتتبع رحلة سانتا حول العالم.

وتأتي مشاركة ترامب هذا العام في سياق حضوره الإعلامي المستمر، رغم خروجه من البيت الأبيض، إذ لا يزال الرئيس الأمريكي  يحظى بمتابعة واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، ويثير الجدل في كل ظهور تقريبًا.

 وقد أعادت هذه المشاركة تسليط الضوء على قدرته على جذب الاهتمام، حتى في الفعاليات ذات الطابع الاحتفالي، من خلال الجمع بين الخطاب السياسي والأنشطة العامة.

وبينما تبقى فعالية NORAD واحدة من أبرز تقاليد عيد الميلاد في الولايات المتحدة، فإن مشاركة ترامب أضافت لها بعدًا مختلفًا هذا العام، بعدما جمعت بين أجواء العيد ورسائل سياسية أثارت النقاش، وأكدت مجددًا أن السياسة الأمريكية لا تغيب حتى عن أكثر المناسبات احتفالية.