الرئيس التركي يستقبل البرهان لمناقشة الأوضاع في السودان
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في القصر الرئاسي بأنقرة، في مراسم استقبال رسمية جرت بحضور كبار المسؤولين الأتراك.
وتأتي زيارة البرهان إلى تركيا تلبية لدعوة رسمية من الرئيس أردوغان، حيث من المقرر أن يبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع في السودان، إلى جانب مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الصلة.
وأكد برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن الاجتماع يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا، فضلاً عن بحث ملفات الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن اللقاء يمثل منصة لتبادل وجهات النظر حول الأزمات الإنسانية والأمنية التي يمر بها السودان في الوقت الراهن، في ظل تصاعد التوترات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وتأتي هذه الزيارة في سياق استمرار الحرب في السودان، التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، وأسفرت عن أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح الملايين إلى دول الجوار، بما فيها تشاد وإثيوبيا ومصر، هرباً من الدمار والخراب الذي طال مناطق واسعة في البلاد.
وقد خلف النزاع آثاراً مدمرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية، وأدى إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وفق تقارير منظمات الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد السياسي، من المتوقع أن تتناول المباحثات التركية-السودانية دور تركيا في دعم جهود الوساطة لحل الأزمة السودانية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين أنقرة والخرطوم، بما يشمل تدريب القوات السودانية وتقديم المساعدات اللوجستية، إلى جانب فتح آفاق استثمارية في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية.
ويُشير محللون إلى أن لقاء أردوغان بالبرهان يأتي في وقت حساس، حيث تسعى أنقرة للعب دور محوري في التهدئة وتهيئة الظروف لإطلاق حوار وطني شامل بين الأطراف السودانية المتصارعة، بما يساهم في الحد من التصعيد العسكري وتأمين حماية المدنيين، فضلاً عن إعادة الاستقرار إلى المناطق الحدودية.
كما يركز الاجتماع على مناقشة التعاون الإقليمي مع دول الجوار، خصوصاً في ما يتعلق بمراقبة الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة وتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم بعد تهيئة الظروف الملائمة لذلك، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
تأتي زيارة البرهان لأنقرة في إطار سلسلة لقاءات إقليمية تهدف إلى تأكيد التزام السودان بالبحث عن حلول سلمية للأزمة، بينما تظل الأنظار متجهة إلى مدى تأثير هذا اللقاء على مسار الصراع العسكري والسياسي داخل البلاد، ومدى قدرة الوساطات الإقليمية على إيجاد مخرج للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
