مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الكويت تضع حدا للاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة بتنظيم بيعه

نشر
الأمصار

قررت السلطات الكويتية تنظيم استهلاك مشروبات الطاقة وحظر بيعها في المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية والمطاعم، بعد انتشارها بشكل واسع في المقاهي والمطاعم خصوصا بين المراهقين والشباب وتسببها بمشكلات صحية.

السلطات الكويتية تنظيم استهلاك مشروبات الطاقة 

ومشروبات الطاقة تهدف بشكل رئيسي إلى زيادة الطاقة والأداء العقلي، وهناك العديد من العلامات التجارية لها بتركيبات وتركيزات مختلفة من السكر الذي يعزز الطاقة، والكافيين الذي يحفز وظائف المخ.

وتضمن القرار الذي أصدره وزير الصحة أحمد العوضي حظر بيع هذه المشروبات في المدارس والجامعات بجميع مراحلها، والجهات والمؤسسات الحكومية، تعزيزاً لمنظومة الوقاية الصحية، وترسيخاً لأنماط الاستهلاك الآمن.

ونص القرار على ضبط منافذ البيع والإعلان بما يعزز السلامة الصحية في المجتمع، وحماية الصحة العامة وتعزيز الاستهلاك الأمن لمشروبات الطاقة، وضبط التداول والبيع والحد من وصولها إلى الفئات الأكثر تأثراً صحياً.

وقصر القرار تداول تلك المشروبات على الأفراد البالغين 18 سنة فما فوق، على ألا يتجاوز استهلاك الفرد يومياً عبوتين منها، لا يتعدى محتوى الواحدة 80 ملغ كافيين/ 250 مل، ملزماً المنتجين والمستوردين بوضع تحذيرات صحية بارزة وواضحة على العبوة، وحظر الإعلانات التجارية والرعاية المرتبطة بها.

وحظر القرار بيع تلك المشروبات في المطاعم والمقاهي والبقالات وعربات الأطعمة بكل أنواعها وأحجامها، وأجهزة الخدمة الذاتية، ومنصات الطلبات الخارجية والتواصل. وأثار القرار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض أن العديد من المحلات ستتأثر سلبا وتضطر إلى الاغلاق.

وسمح القرار ببيع مشروبات الطاقة في الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية فقط، على أن يتم البيع في الأماكن المخصصة تحت رقابة مشددة من الجهات المعنية بالدولة، مع الالتزام بضوابط العمر والكمية.

ورأى البعض أن المحلات المسموح لها ببيعه ستستغله لرفع أسعار المشروبات وتحقيق أرباح بعد حصره في أماكن معينة.

وأشاد الكثيرون بالقرار وذكر ناشطون أنه جاء بعد وفاة مراهقة بسبب تناولها مشروبات الطاقة، وأدخلت على أثرها المستشفى في العناية المركزة التي لم تمكث بها كثيراً بسبب سوء حالتها الصحية حتى توفيت.

وبالإضافة إلى الكافيين هناك مكونات أخرى تدخل في تركيب مشروبات الطاقة مثل، فيتامينات ب التي تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، بالإضافة إلى مشتقات الأحماض الأمينية كذلك تحتوي المشروبات على المستخلصات العشبية مثل الجينسنغ والغرنا التي تعمل على تحسين أدائها.

وهناك مزايا معينة مرتبطة بمشروبات الطاقة قد تدفع الشباب والمراهقين للحصول عليها. فتناولها يرفع مستويات الطاقة ويعزز القدرة على التحمل والمحافظة على رطوبة الجسم.

وتحتوي بعض مشروبات الطاقة على الكرياتين وهو مكمل عضلي رائع، بالإضافة إلى مشتقات الأحماض الأمينية الأخرى التي تعزز كتلة العضلات وتشكلها.

وتتكون بعض مشروبات الطاقة من milk thistle (شوك الحليب) كمكون رئيسي وهو يساعد ذلك على إزالة السموم من الكبد ولا يحتوي على كثير من السعرات الحرارية.

لكن أيضا هناك سلبيات تصل الى مستويات خطيرة في حال الافراط من تناول هذه المشروبات وهي السبب الذي دفع وزارة الصحة الكويتية لاتخاذ قرار تنظيم استهلاك هذه المشروبات، فهي مليئة بالسكر والكافيين واستهلاك الكثير منها يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وضغط الدم وأمراض القلب بالإضافة إلى الأرق والقلق.

كما أن تناول الكافيين والسكر يضر بالأطفال والأمهات المرضعات، فإذا كانت الأم الحامل أو المرضعة تستهلك مشروبات الطاقة، فقد يضر ذلك بالطفل أيضاً، كما يتأثر الجهاز الهضمي للرضع وقد يسبب الإسهال عند الأطفال.

وبالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون مشروبات الطاقة لأنها بحسب اعتقادهم تجدد الإلكتروليتات والسوائل، فقد يُصاب هؤلاء بالجفاف، خاصة أن الكافيين مدرّ للبول ويعزز فقدان السوائل.

وقد يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى حالة التسمم بالكافيين. وهو أمر نادر الحدوث ولكنه قد يكون خطيرًا، بل مهددا الحياة، وخاصة عندما يضطرب إيقاع القلب. وقد يعاني الأفراد من السكتة القلبية بالإضافة إلى أعراض شديدة أخرى مثل تورم المخ وفشل الكلى.

يُعتبر استهلاك أكثر من 400 مليغرام من الكافيين يوميًا أي ما يعادل 4 أو 5 أكواب من القهوة. كمية مفرطة بالنسبة لغالبية البالغين، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ومن غير المرجح أن يعاني الشخص الذي يستهلك 400 مليغرام من الكافيين من التأثيرات الشديدة للتسمم بالكافيين، لكنه قد يعاني من العصبية واضطراب النوم.

ويمكن أن تحتوي بعض مشروبات الطاقة على ما يصل إلى 200 أو 300 مليغرام من الكافيين في كل زجاجة أو علبة. ومن المهم إلقاء نظرة فاحصة على الملصق قبل الاستهلاك.

وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم استهلاك الأطفال والمراهقين لمشروبات الطاقة. وتوصي كذلك بعدم استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر المضاف، إذ أن استهلاكها قد يزيد من خطر الإصابة بالقلق، وفرط النشاط، وحتى زيادة الوزن المفرطة، وأمراض القلب، ومرض الكبد الدهني.