مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سفن نجاة مزعومة.. نزوح جماعي إلى غانا بسبب نبوءة بطوفان عالمي

نشر
الأمصار

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية انتشارًا واسعًا لمقاطع فيديو تُظهر آلاف الأشخاص من دول إفريقية مختلفة وهم يتجهون إلى غانا، استجابةً لنبوءة أطلقها شخص يطلق على نفسه اسم "النبي إيبو نوح"، زاعمًا أن طوفانًا عالميًا سيبدأ في 25 ديسمبر، على غرار طوفان النبي نوح.

نبوءة نهاية العالم في غانا تتسبب في تدفّق جماعي نحو السفينة - صباح نيوز

من هو "إيبو نوح"؟

بحسب ما أوردته وسائل إعلام، من بينها موقع روسيا اليوم، لا تتوفر معلومات دقيقة عن هوية "إيبو نوح" أو اسمه الحقيقي أو مكان إقامته بالتحديد. ويزعم الرجل أنه تلقى وحيًا إلهيًا يُكلفه بتكرار مهمة النبي نوح، عبر بناء سفن خشبية لإنقاذ البشر والحيوانات من طوفان شامل سيغمر الأرض.

ورغم غموض شخصيته، نجح إيبو نوح في جذب آلاف المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر في مقاطع فيديو متعددة وهو يرتدي ملابس عادية، يقرأ من كتاب، أو يشرف على بناء صناديق وسفن خشبية، مؤكدًا اقتراب موعد الكارثة.

سفن النجاة المزعومة ونبوءات الطوفان

يدّعي إيبو نوح أنه بدأ التحذير من الطوفان منذ شهر أغسطس الماضي، وأن الله أمره ببناء ما يصل إلى عشر سفن خشبية ضخمة. 

وتباينت الروايات حول قدرة هذه السفن، إذ أشارت بعض المصادر إلى أنها تتسع لآلاف الأشخاص، بينما ذهبت روايات أخرى إلى أرقام مبالغ فيها وصلت إلى مئات الملايين من البشر، وهي ادعاءات لم تؤكدها أي جهة رسمية.

كما زعم إيبو أن بعض الحيوانات، مثل الأغنام والطيور، بدأت تتجمع قرب موقع بناء السفن بأمر إلهي، في إشارة اعتبرها دليلاً على صدق نبوءته، إلا أن هذه المزاعم لم يتم التحقق منها أو توثيقها.

تشكيك واسع في حقيقة السفن

الصور ومقاطع الفيديو المتداولة أظهرت أن السفن ليست سوى قوارب خشبية بدائية، تبدو غير قادرة على استيعاب أكثر من عشرات الأشخاص، ما أثار موجة واسعة من السخرية والتشكيك في صحة الرواية، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات علمية أو دينية تدعم حدوث طوفان عالمي وشيك.

نزوح جماعي بين الإيمان والخوف

ورغم الشكوك، سافر آلاف الأشخاص إلى غانا مدفوعين بالخوف أو الإيمان بالنبوءة، في مشهد يعكس حجم التأثير الذي أحدثته هذه القصة على بعض الفئات، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعانيها عدة دول إفريقية.

في المقابل، عبّر كثيرون عن رفضهم لهذه المزاعم، معتبرينها استغلالًا دينيًا ونفسيًا للناس، ومستندين إلى نصوص دينية تؤكد عدم تكرار طوفان شامل للأرض.

تحرك السلطات الغانية

أمام حالة الجدل والذعر، أقدمت السلطات الغانية على اعتقال "إيبو نوح" بتهمة إثارة الفزع العام ونشر معلومات مضللة، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقًا، ووفق تقارير إعلامية، شوهد إيبو بعد الإفراج عنه وهو يركب إحدى السفن الخشبية برفقة عدد من أتباعه الذين استجابوا لدعوته.

بين الخرافة ووسائل التواصل

تعكس هذه الواقعة الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار غير المثبتة، وقدرتها على تحريك أعداد كبيرة من الناس خلال وقت قصير، خاصة في المجتمعات التي تعاني من أزمات متراكمة، ما يطرح تساؤلات واسعة حول المسؤولية المجتمعية والإعلامية في مواجهة مثل هذه الظواهر.