مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا في حداد.. تعازٍ واسعة عقب مقتل رئيس الأركان محمد الحداد

نشر
رئيس أركان القوات
رئيس أركان القوات المسلحة الليبية الفريق محمد الحداد

خيّم الحزن على «المشهد الليبي»، مع توافد موجات التعازي من داخل البلاد وخارجها، عقب الإعلان عن مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، «الفريق محمد الحداد» ومرافقيه، في حادثٍ مأساوي بـ«تركيا» ترك صدمة عميقة في الأوساط الرسمية والشعبية، وفتح باب «الحداد» على رجل ارتبط اسمه بمفاصل دقيقة في المؤسسة العسكرية.

تعاطف دولي مع ليبيا

وفي هذا الإطار، أعربت «سوريا»، عن خالص تعازيها لليبيا في ضحايا الحادث، مُؤكّدة في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين على عُمق روابط الأخوة بين البلدين، وسائلة الله أن يتغمد الفقيد ومرافقيه بواسع رحمته.

من جهته، قدّم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، «إسماعيل بقائي»، تعازيه إلى حكومة وشعب ليبيا، مُعربًا عن تعاطفه مع ذوي الضحايا.

كما قدّم الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، تعازيه خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، مُؤكّدًا تضامن تركيا الكامل مع ليبيا.

ونعى وزير الدفاع التركي، «يشار غولر»، الضحايا بأسمائهم، وهم الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق ركن الفئتوري غريبيل، والعميد محمود جمعة القطيعي، ومحمد العصاوي، والمصور محمد عمر أحمد محجوب.

يُذكر أن الحادث وقع، مساء يوم الثلاثاء الماضي، أثناء عودة الضحايا من زيارة رسمية إلى أنقرة. وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الحداد الرسمي في عموم البلاد لمُدة ثلاثة أيام، بينما باشرت «نيابة أنقرة» تحقيقًا ببشأن الحادث.

الدبيبة: «عهد جديد لحضور ليبيا الخارجي بعد طيّ صفحة الصراع»

من ناحية أخرى، بعد سنوات أثقلت فيها الصراعات كاهل «ليبيا»، وأبقتها في قلب العاصفة الإقليمية والدولية، يُعلن رئيس حكومة الوحدة، «عبدالحميد الدبيبة»، أن البلاد تدخل اليوم عهدًا خارجيًا جديدًا، تُعيد فيه تموضعها بثقة، وتستعيد دورها الفاعل على الخارطة السياسية للعالم.

تعزيز الحضور الخارجي الليبي

وفي التفاصيل، أكّد عبد الحميد الدبيبة، أن الملتقى الأول لرؤساء البعثات الدبلوماسية الليبية خطوة استراتيجية لترسيخ تنسيق مؤسسات الدولة في الداخل والخارج، وتعزيز حضور ليبيا الدولي.

وأوضح «الدبيبة»، أن الحكومة تبنت سياسة خارجية مُتوازنة تقوم على الانفتاح المتكافئ وبناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة، ما أسهم في انتقال «ليبيا» من ساحة صراع إلى دولة تتمتع بعلاقات مُتوازنة وندية مع مختلف القوى الدولية، مُشيرًا إلى أن هذه السياسة ساهمت في اتساع حضور البعثات الدبلوماسية العاملة في ليبيا وعودة عدد من البعثات والمنظمات الدولية لممارسة أعمالها من داخل البلاد، فضلاً عن تحسن حركة الطيران وفتح التأشيرات بما أعاد ربط ليبيا بمحيطها الإقليمي والدولي.

نجاحات في السياسة الخارجية

استعرض «الدبيبة» أبرز الإنجازات الدبلوماسية، بما في ذلك استرجاع أكثر من (20) قطعة أثرية مُهربة، واستضافة فعاليات دولية بارزة مثل «مؤتمر استقرار ليبيا، والمنتدى المتوسطي للهجرة، والاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب»، إضافة إلى «تولي ليبيا رئاسة المجموعة العربية في الأمم المتحدة، ودعم المسارات السياسية في تشاد والسودان، واستضافة مقر مصرف الاستثمار الأفريقي، والمساهمة في حصول الاتحاد الأفريقي على عضوية مجموعة العشرين».

وفي الجانب الإنساني، لفت «الدبيبة» إلى جهود الدولة في إعادة (38) مواطنًا موقوفًا بالخارج، ورفع التحفظات الأمنية عن (936) مواطنًا، مُعتبرًا أن هذه الخطوات عززت ثقة المواطنين في رعاية الدولة لهم داخل الوطن وخارجه.

خطة تطوير الدبلوماسية الليبية

كشف «الدبيبة» عن إطلاق خطة شاملة لإعادة تنظيم البعثات الليبية في الخارج، وترشيد الإنفاق، ورفع كفاءة الأداء، مع تكليف القائم على تسيير ديوان وزارة الخارجية بتقديم إحاطات منتظمة وشفافة حول النتائج الفعلية لهذه الخطة. كما أعلن عن برنامج جديد للاتصال الخارجي يعتمد على الدبلوماسية الثقافية وأدوات القوة الناعمة، لتمكين السفارات الليبية من التعريف بالثقافة الليبية وبناء جسور التعاون الدولي، مُشيرًا إلى افتتاح «المتحف الوطني الليبي» كإحدى أبرز محطات هذا التوجه.

واختتم عبد الحميد الدبيبة كلمته بالتأكيد على أن السفراء هم الواجهة الأولى لليبيا وصورتها أمام العالم، مُؤكّدًا أن الملتقى سيُصبح تقليدًا سنويًا يُعزز التنسيق بين الداخل والخارج ويُوحّد رسائل الدولة نحو مستقبل مُزدهر.

البعثة الأممية تقترح حكومة جديدة في ليبيا.. و«الدبيبة» يُعلّق

من جهة أخرى، أثار مقترح «البعثة الأممية» بتشكيل حكومة جديدة جدلًا واسعًا في «الأوساط الليبية»، بين من يراه مخرجًا من الأزمة المُمتدة، ومن يعتبره تدخلًا في الشأن السيادي. في هذا السياق، جاء تعليق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، ليعكس تشكيكًا ضمنيًا في نوايا المبادرة، وتمسكًا بشرعية قائمة رغم الخلاف حولها.