الصناعة العراقية تعلن مشروعًا جديدًا لاستثمار 10 مليارات طن فوسفات بالأنبار
أعلنت وزارة الصناعة والمعادن العراقية، اليوم الأربعاء، عن المضي قدمًا في إنشاء معمل فوسفات جديد في قضاء القائم بمحافظة الأنبار، بهدف استثمار نحو 10 مليارات طن من احتياطيات الفوسفات، التي تعد من بين الأكبر في المنطقة، فيما كشفت الوزارة عن حجم الإنتاج المتوقع والقيمة المالية للمشروع.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ضحى الجبوري، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن المشروع يهدف إلى إعادة إحياء قطاع الفوسفات الذي تعرض لدمار شبه كامل نتيجة العمليات الإرهابية التي استهدفت المعمل السابق في المنطقة، موضحة أن المشروع ينفذ بالتعاون مع القطاع الخاص ويُعد من المشاريع الصناعية العملاقة التي تعكس الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها العراق.
وأضافت الجبوري أن الطاقة الإنتاجية للمعمل الجديد ستصل إلى 500 ألف طن سنويًا من سماد ثلاثي سوبر فوسفات (TSP)، ومليون طن سنويًا من سماد الداب (DAP)، ما يعزز قدرة العراق على تلبية الطلب المحلي والتصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
وأشارت المتحدثة إلى أن المشروع يستند إلى مقومات استراتيجية كبيرة، إذ تضم صحراء غرب الأنبار واحدًا من أكبر احتياطيات الفوسفات على مستوى العالم، والتي تُقدر بنحو 10 مليارات طن، مؤكدة أن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو ملياري دولار.
وأكدت الجبوري أن المشروع لا يهدف فقط إلى استثمار الاحتياطي الهائل للفوسفات، بل يسهم أيضًا في إعادة تشغيل القطاع الصناعي وتعزيز فرص العمل في المحافظة، إضافة إلى دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي المشروع ضمن سلسلة جهود تبذلها الحكومة العراقية لتعزيز قطاع التعدين والصناعة، حيث تم التركيز في السنوات الأخيرة على إعادة تأهيل المشاريع المتضررة وزيادة الطاقة الإنتاجية للمعامل الوطنية، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الخام الاستراتيجية وتحسين الميزان التجاري للعراق.
من جانبه، أكدت الوزارة أن المشروع يشكل خطوة مهمة نحو استغلال الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، مع الالتزام بالمعايير البيئية والصحية لضمان الحفاظ على البيئة في المنطقة، موضحة أن أعمال الحفر والتجهيز للبنية التحتية للمعمل ستبدأ خلال الأشهر المقبلة.
ويعتبر هذا المشروع إشارة واضحة على اهتمام الحكومة العراقية بتنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية التي توفر فرص عمل واسعة وتساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المحافظات الغربية، خصوصًا في مناطق كانت قد تضررت نتيجة الصراعات والأزمات السابقة.
