مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

نشر
الأمصار

شهد عام 2025 تطورًا ملحوظًا في السينما السعودية، حيث قدمت الأفلام المحلية تجربة أكثر وعيًا بالسوق والجمهور، سواء عبر شباك التذاكر وصالات السينما، أو المنصات الرقمية، أو المهرجانات الدولية. وتحركت الإنتاجات السعودية بثقة، مع وضوح في اتجاهاتها وسردها، ما ساهم في إيجاد مكان لها في ذهن المتلقي، وظهر ذلك من خلال نحو 11 فيلمًا عُرضت في صالات السينما، بينها «هوبال»، و«شباب البومب 2»، و«إسعاف»، و«فخر السويدي»، و«تشويش»، و«ليل نهار»، و«صيفي»، و«الزرفة»، و«سوار»، و«قشموع»، و«القيد»، ما يعكس تنوع الخيارات بين الكوميديا والأعمال الدرامية والإنسانية.

برزت الكوميديا كأكثر الأنواع حضورًا لدى الجمهور، مع أفلام مثل «الزرفة» و«فخر السويدي» و«إسعاف»، التي اعتمدت على الإيقاع السريع والمواقف اليومية، وقدمت وجوهًا جديدة للمرة الأولى في السينما السعودية، بينما واصل «شباب البومب 2» استقطاب قاعدة جماهيرية واسعة بعد نجاح الجزء الأول، مستهدفًا الشباب وصغار السن.

أما على صعيد الأداء التمثيلي، فقد عزز فيلم «إسعاف» مكانة الممثل إبراهيم الحجاج، في حين قدم «فخر السويدي» و«الزرفة» فرصًا لوجوه شابة مثل فهد المطيري، مما ساهم في توسيع المشاركة أمام جيل جديد من الممثلين. وقدم فيلم «هوبال» تجربة درامية متعمقة، مع سرد متقن وأداء تمثيلي بارز للممثلين إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري وميلا الزهراني، تحت قيادة المخرج عبد العزيز الشلاحي ونص الكاتب مفرج المجفل.

كما لفتت أعمال مثل «سوار» و«القيد» الانتباه، حيث تناولت الأولى قضية تبديل طفلين بين عائلتين من ثقافتين مختلفتين، فيما ركزت الثانية على سينما الصحراء، مستخدمة المكان كعنصر سردي أساسي لبناء التوتر والصراع النفسي.

ولعبت المنصات الرقمية دورًا مهمًا في إيصال الأفلام إلى جمهور أوسع، مع أعمال مثل «رهين» و«مسامير جونير» على نتفليكس، بينما شهدت المهرجانات الدولية حضورًا بارزًا لأفلام مثل «هجرة» و«المجهولة»، ما أكد قابلية السينما السعودية للتداول عالميًا. كما جاء فيلم «محاربة الصحراء» كتجربة تاريخية ملحمية تعكس تطور الإنتاج وقدرة المملكة على استضافة مشاريع سينمائية كبيرة.

وفي المجمل، يمثل عام 2025 مرحلة استقرار ونضج للسوق السينمائية السعودية، مع تنوع في الأنواع والقصص والممثلين، وتوسع في البنية التحتية وصالات العرض، وفتح آفاق للتداول المحلي والدولي، ليؤكد دخول السينما السعودية مرحلة جديدة من الوعي والثقة في مخاطبة جمهورها.