باكستان تطالب بوقف فوري للحرب في السودان وحماية المدنيين
دعت جمهورية باكستان الإسلامية إلى وقف فوري لإطلاق النار في جمهورية السودان، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، في ظل التصعيد المستمر للنزاع المسلح الذي يشهده البلد منذ أكثر من عامين، محذّرة من تفاقم الكارثة الإنسانية وتداعياتها الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير الباكستاني عثمان جادون، نائب المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة خُصصت لمناقشة التدهور المتسارع للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في السودان.
وأكد المسؤول الباكستاني أن بلاده ترى بوضوح أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاع في السودان»، مشددًا على أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر في الأرواح، وتفاقم معاناة المدنيين، وتدمير البنية التحتية للدولة، بما يعقّد فرص الاستقرار في المستقبل.
وأضاف نائب المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة أن الحوار السياسي الشامل، والمصالحة الوطنية، يمثلان «السبيل الوحيد المستدام» للخروج من الأزمة الراهنة، داعيًا أطراف النزاع إلى تغليب لغة العقل والانخراط في مسار سياسي جاد يفضي إلى انتقال سلمي للسلطة، يلبّي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعًا مسلحًا واسع النطاق، على خلفية صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل الآلاف، وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وحذر السفير الباكستاني من أن الأزمة السودانية «تتفاقم بشكل خطير»، مشيرًا إلى أن العبء الأكبر من تداعيات الحرب يقع على المدنيين، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية مأساوية تشمل نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات الأساسية، وتزايد أعداد النازحين واللاجئين.
وأوضح أن تداعيات الصراع لم تقتصر على المدنيين فقط، بل طالت أيضًا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في مؤشر خطير على تدهور الوضع الأمني، وغياب الضمانات اللازمة لحماية العاملين في المجال الإنساني والدولي.
وفي هذا السياق، أدان نائب المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة بشدة الهجوم الذي استهدف، الأسبوع الماضي، جنود حفظ السلام التابعين لـقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا)، إثر هجوم بطائرة مسيّرة، في المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وشدد المسؤول الباكستاني على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان سلامة أفراد بعثات حفظ السلام، معتبرًا أن استهدافهم «يشكل انتهاكًا خطيرًا» ويقوض الجهود الدولية الرامية إلى احتواء النزاع ومنع اتساع رقعته.
وأكدت باكستان، بحسب كلمته، دعمها الكامل لأي مبادرات إقليمية أو دولية تهدف إلى وقف القتال، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتهيئة بيئة مواتية لعملية سياسية شاملة بقيادة سودانية، تحظى بدعم المجتمع الدولي.
واختتم السفير الباكستاني تصريحاته بالتأكيد على أن استمرار الحرب في السودان لا يهدد استقرار البلاد فحسب، بل يشكل خطرًا على أمن المنطقة بأسرها، داعيًا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية لوقف النزاع، وحماية المدنيين، ومنع انزلاق السودان إلى مزيد من الفوضى.