زيلينسكي: مفاوضات أوكرانيا قد تقلب موازين الصراع
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المحادثات الجارية بشأن الأزمة الأوكرانية تحمل إمكانية إحداث تحول جذري في مسار الصراع، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تُعد من أكثر الفترات الدبلوماسية حساسية منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية.
وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني خلال محادثات أجراها، الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث شدد على أهمية الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة بالتوازي مع الدعم العسكري والاقتصادي الذي تتلقاه كييف من شركائها الأوروبيين.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية «يوكرينفورم» عن زيلينسكي قوله: «أجريت محادثة ودية وجيدة للغاية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين»، مضيفًا أنه يشعر بامتنان بالغ للدعم الأوروبي المتواصل، ليس فقط خلال العام الجاري، بل منذ بداية العملية العسكرية الروسية ضد بلاده.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن هذا الدعم الأوروبي لعب دورًا حاسمًا في صمود أوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مؤكدًا أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أصبحت أحد الأعمدة الرئيسية في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب.
وفي سياق متصل، لفت زيلينسكي إلى أن المجلس الأوروبي اعتمد، خلال الأسبوع الماضي، قرارًا يقضي بتقديم مساعدات مالية جديدة لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو، تمتد على مدار عامي 2026 و2027، في خطوة تعكس التزام الاتحاد الأوروبي طويل الأمد بدعم كييف.
وأكد رئيس الدولة الأوكرانية أن هذه المساعدات تمثل رسالة سياسية قوية، مفادها أن أوروبا تقف إلى جانب أوكرانيا في هذه المرحلة المفصلية، مشددًا على أن الدعم المالي لا يقل أهمية عن الدعم العسكري، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها البلاد نتيجة استمرار الحرب.

وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا تنظر إلى هذه اللحظة باعتبارها «لحظة دبلوماسية حاسمة من نواحٍ عديدة»، حيث تتقاطع المسارات العسكرية مع الجهود السياسية الرامية إلى الوصول لتسوية تُفضي إلى إنهاء النزاع، وتحقيق السلام المستدام.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده لا تتوقف عن العمل ليوم واحد من أجل تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إرساء السلام وضمان الأمن، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، معتبرًا أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تقوم على احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
من جانبها، تواصل المفوضية الأوروبية التأكيد على دعمها السياسي والاقتصادي لأوكرانيا، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقرار في شرق أوروبا، ومنع اتساع رقعة الصراع.
ويرى مراقبون أن هذا التنسيق الوثيق بين كييف وبروكسل يعكس إدراكًا أوروبيًا متزايدًا لتداعيات الحرب، ليس فقط على أوكرانيا، بل على الأمن الأوروبي ككل.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإيجاد مسار تفاوضي جاد، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية، وسط قناعة متنامية بأن الحل السياسي بات ضرورة ملحة لتفادي مزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.