تونس تسجل رقمًا قياسيًا في السياحة بنهاية 2025
سجل قطاع السياحة في تونس رقماً قياسياً جديداً بنهاية عام 2025، حيث أعلنت بيانات أولية صادرة عن وزارة السياحة التونسية أن عدد الزوار الذين استقبلتهم البلاد تجاوز لأول مرة حاجز 11 مليون سائح، في مؤشّر يعكس التعافي المستمر للقطاع بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والصحية العالمية.
وأوضح وزير السياحة التونسي، سفيان تقية، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" مساء الاثنين، أن هذا الرقم يعكس نجاح السياسات السياحية التي تبنتها الحكومة لتعزيز جاذبية البلاد على المستويين الإقليمي والدولي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية والفنادق والمنتجعات السياحية.
وقال الوزير: "انتعاش السياحة التونسية دليل على قدرة القطاع على استيعاب الطلب المتزايد وتحقيق نمو مستدام رغم التحديات الدولية".
وبالمقارنة، كانت تونس قد استقبلت في عام 2024 نحو 10.3 ملايين سائح، وهو الرقم الذي كان يُعد الأكبر في تاريخ السياحة التونسية حتى ذلك الحين.
ويُظهر الرقم الحالي أن البلاد سجلت زيادة ملموسة في أعداد السياح بنسبة تتجاوز 6% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس تحسناً كبيراً في سمعة تونس السياحية على مستوى القارة الإفريقية والعالم.
وعن العائدات المالية للقطاع، أوضح الوزير أن تونس حققت حتى نهاية التسعة أشهر الأولى من عام 2025 نحو 7 مليارات دينار تونسي، ما يعادل حوالي 2.41 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تصل عائدات كامل العام إلى مستويات مماثلة أو أعلى من عام 2024، الذي سجل فيه القطاع أكثر من 7.5 مليار دينار تونسي أي ما يعادل 2.5 مليار دولار أمريكي.
ويرى الخبراء أن انتعاش السياحة التونسية يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تحسين الخدمات الفندقية، تعزيز شبكة النقل والمواصلات، وتوفير حزم سياحية جذابة للزوار القادمين من أوروبا، الشرق الأوسط، وإفريقيا.
كما لعبت الحملات الترويجية الرقمية والمهرجانات الثقافية والفنية دوراً مهماً في استقطاب السياح، إضافة إلى الاستقرار الأمني النسبي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وتخطط تونس خلال السنوات القادمة لمزيد من الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، بما في ذلك تطوير المنتجعات الساحلية والمناطق الأثرية والبيئية، بالإضافة إلى دعم برامج التدريب والتأهيل للعاملين في القطاع، بهدف تعزيز جودة الخدمات وتقديم تجربة سياحية متكاملة للسياح من مختلف الجنسيات.
وأكد الوزير أن الحكومة ستواصل العمل على تنويع مصادر الدخل السياحي من خلال جذب السياحة الترفيهية، البيئية، الثقافية، والرياضية، بما يساهم في زيادة العائدات الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، ويعزز دور السياحة كرافد رئيسي للناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويعتبر هذا الرقم القياسي الجديد انعكاساً لنجاح السياسات التونسية في مواجهة التحديات الاقتصادية الدولية، وتأكيدا على مكانة تونس كوجهة سياحية مفضلة على مستوى شمال إفريقيا والعالم، ويعكس تفاؤلاً كبيراً بمستقبل القطاع خلال السنوات المقبلة.