نيجيريا تعلن احتواء الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة
أعلنت الحكومة النيجيرية، اليوم الاثنين، أن الخلاف الدبلوماسي الأخير مع الولايات المتحدة الأمريكية قد جرى احتواؤه إلى حد كبير، بعد سلسلة من الاتصالات والحوار المباشر بين الجانبين، وذلك على خلفية تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد فيها بالتدخل العسكري، استنادًا إلى مزاعم بوقوع مجازر بحق مسيحيين داخل الأراضي النيجيرية.
وأوضح وزير الإعلام النيجيري، محمد إدريس، في مؤتمر صحفي عُقد بالعاصمة النيجيرية أبوجا، بمناسبة نهاية العام، أن الأزمة الدبلوماسية التي أثارت توترًا في العلاقات بين البلدين تم التعامل معها عبر قنوات الحوار الرسمية، وبأسلوب قائم على الاحترام المتبادل، ما أسهم في تهدئة الموقف وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين نيجيريا والولايات المتحدة.
وأكد وزير الإعلام النيجيري أن حكومته تعاملت مع التصريحات الأمريكية بجدية ومسؤولية، مشددًا على أن نيجيريا دولة ذات سيادة، وتمتلك مؤسسات قادرة على حماية جميع مواطنيها بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية، دون تمييز. وأضاف أن الحوار الصريح مع الجانب الأمريكي ساعد على توضيح الحقائق على الأرض، ووضع الأمور في سياقها الصحيح.
وأشار إدريس إلى أن العلاقات بين نيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية تاريخية ومتجذرة، وتشمل مجالات متعددة مثل التعاون الأمني، ومكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية، والتعليم، مشددًا على أن الخلاف الأخير لم يكن ليؤثر على عمق هذه العلاقات، خاصة في ظل وجود إرادة مشتركة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز المصالح المتبادلة.

وكانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثارت جدلاً واسعًا، بعدما أشار إلى احتمال تدخل بلاده عسكريًا في نيجيريا، بدعوى حماية الأقليات الدينية، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي داخل نيجيريا، حيث أكدت الحكومة النيجيرية أن هذه المزاعم لا تعكس الواقع، وأن التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد يتم التعامل معها في إطار القانون والدستور.
وفي هذا السياق، شددت الحكومة النيجيرية على أن القضايا الأمنية الداخلية، بما في ذلك النزاعات الطائفية وأعمال العنف التي تشهدها بعض المناطق، تخضع لمعالجة شاملة من خلال خطط أمنية وتنموية، بالتوازي مع جهود المصالحة المجتمعية، دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي.
وأكد وزير الإعلام النيجيري أن بلاده منفتحة على التعاون الدولي، لكنها ترفض أي مساس بسيادتها الوطنية، موضحًا أن الحوار الأخير مع الإدارة الأمريكية أسفر عن تفاهمات مشتركة، وساهم في تبديد المخاوف وتعزيز قنوات التواصل السياسي والدبلوماسي بين الطرفين.
واختتم إدريس تصريحاته بالتأكيد على أن نيجيريا ستواصل العمل مع شركائها الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة، ويعزز فرص التنمية المستدامة للشعب النيجيري.