السودان يعلن نزع أكثر من 2000 لغم أرضي بغرب كردفان
أعلنت الفرق الميدانية المختصة بنزع الألغام في جمهورية السودان، تحقيق تقدم كبير في عمليات تطهير مدينة بابنوسة التابعة لولاية غرب كردفان، بعد نزع أكثر من 2000 لغم أرضي كانت مزروعة داخل الأحياء السكنية والمناطق الحيوية بالمدينة، في واحدة من أخطر بؤر التلوث بالألغام نتيجة الصراع المسلح.
وأكدت الجهات المعنية بعمليات إزالة الألغام في السودان أن نسبة التطهير بلغت نحو 87% من المناطق المستهدفة داخل المدينة، مشيرة إلى أن العمل لا يزال مستمرًا للوصول إلى تطهير كامل، بما يضمن عودة آمنة للمدنيين واستئناف الحياة الطبيعية في المنطقة، التي عانت لفترات طويلة من مخاطر يومية تهدد السكان، خاصة النساء والأطفال.
وتُعد مدينة بابنوسة من المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية عنيفة خلال الشهور الماضية، ما أدى إلى انتشار واسع للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، الأمر الذي أعاق حركة السكان، وعرقل وصول المساعدات الإنسانية، كما تسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين.
وفي هذا السياق، شددت الفرق الهندسية السودانية على أن إزالة الألغام تمثل أولوية قصوى، نظرًا لخطورتها المباشرة على الأمن الإنساني، مؤكدة أن هذه العمليات تُنفذ وفق معايير فنية دقيقة، وبمشاركة كوادر مدربة، رغم التحديات الأمنية ونقص الإمكانيات اللوجستية.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية دولية، نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، عن أبعاد إنسانية أخرى للأزمة السودانية، تتعلق بمشاركة مرتزقة أجانب في العمليات العسكرية داخل السودان. وأشارت التقارير إلى أن عشرات العائلات في دولة كولومبيا تعيش حالة من القلق والترقب، في انتظار استعادة جثامين أبنائها الذين لقوا حتفهم أثناء مشاركتهم في القتال على الأراضي السودانية.

وبحسب شهادات ذوي الضحايا، فإن هؤلاء الشباب غادروا كولومبيا بعد تلقي عروض تحت مسمى “وظائف أمنية خاصة” أو “حماية منشآت”، قبل أن يتبين لاحقًا أنهم زُجّوا في الخطوط الأمامية للمعارك، خصوصًا في مناطق تشهد حصارًا ومعارك ضارية مثل مدينة الفاشر.
وتواجه العائلات الكولومبية صعوبات قانونية وإنسانية كبيرة في استعادة الجثامين، نظرًا لأن عملية التجنيد تمت عبر شبكات غير رسمية أو ما يُعرف بـ“المقاولين العسكريين”، وبعضهم مدرج على قوائم العقوبات الدولية، ما يحد من قدرة الحكومة الكولومبية على التدخل رسميًا.
كما أن الدولة السودانية، في ظل استمرار الحرب واتساع رقعة النزاع، تفتقر إلى القنوات الدبلوماسية واللوجستية الكافية لتنظيم عمليات نقل الرفات، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المرتبطة بالصراع.
وتعكس هذه التطورات حجم التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها السودان حاليًا، حيث تتقاطع مخاطر الألغام مع ظاهرة المرتزقة وتداعيات الحرب على المدنيين، في وقت تبذل فيه الفرق الوطنية جهودًا مضنية للحد من آثار الصراع، وحماية ما تبقى من النسيج المجتمعي، وتهيئة الأرضية لمرحلة التعافي وإعادة الاستقرار.