«قرصنة بحرية».. احتجاز ناقلة نفط ثانية يُشعل أزمة جديدة بين فنزويلا وأمريكا
في «تصعيد بحري» يُنذر بتفاقم التوتر، تفجّرت أزمة جديدة بين فنزويلا والولايات المتحدة عقب احتجاز ناقلة نفط ثانية، خطوة وصفتها كاراكاس بـ«القرصنة البحرية»، مُعتبرةً أنها تُمثّل انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لأمن الملاحة. وبين تبادل الاتهامات والتحذير من العواقب، يعود ملف الصراع النفطي والسياسي ليضغط بقوة على العلاقات بين البلدين.
أزمة نفطية مفتوحة
يأتي هذا التطور في ظل توتر «مُزمن» في العلاقات بين كاراكاس وواشنطن، تغذّيه الخلافات حول العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي، ومساعي «فنزويلا» لتوسيع منافذ تصديرها خارج الإطار الغربي. ومع احتجاز الناقلة الثانية، تتزايد المخاوف من أن يتحوّل التصعيد البحري إلى ورقة ضغط سياسية واقتصادية، قد تنعكس تداعياتها على استقرار أسواق الطاقة ومسارات الملاحة في المنطقة.
أكّدت «فنزويلا»، أن احتجاز الجيش الأمريكي لناقلة نفط فنزويلية ثانية «لن يمر دون عقاب»، مُشددة على عزمها نقل القضية إلى الهيئات الدولية وفي مقدمتها «مجلس الأمن» التابع للأمم المتحدة.
وعيد فنزويلي بالرد
جاء في بيان حكومي نشرته نائبة الرئيس الفنزويلي، «ديلسي رودريغيز»، عبر حسابها في «تليجرام»: «تُؤكّد جمهورية فنزويلا البوليفارية أن هذه الأعمال لن تبقى بلا رد، وستتخذ كافة الخطوات المناسبة، بما في ذلك اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والمنظمات المتعددة الأطراف وحكومات العالم».
ووصفت كاراكاس، الحادثة بأنها «عمل من أعمال القرصنة وانتهاك صارخ للقانون الدولي»، مُؤكّدة أن القوات الأمريكية احتجزت سفينة خاصة تبحر في المياه الدولية واختطفت أفراد طاقمها.
وأضاف البيان: «القانون الدولي سينتصر، والمسؤولون عن هذه الأفعال الخطيرة سيُمثلون أمام العدالة والتاريخ لمحاسبتهم على جرائمهم».
وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، «كريستي نويم»، قد أكّدت في وقت سابق من يوم أمس السبت، قيام خفر السواحل الأمريكي باحتجاز ناقلة نفط مُتجهة من فنزويلا، فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن الناقلة المحتجزة – وهي الثانية خلال الأيام الأخيرة – كانت ترفع علم بنما، وأن شحنتها «تعود لتاجر نفط صيني».
التصعيد مفتوح الاحتمالات
في ظلّ تبادل الاتهامات وارتفاع سقف التهديدات، تبدو أزمة «احتجاز ناقلات النفط» مُرشحة لمزيد من التصعيد، مع تمسّك «فنزويلا» بخيار المواجهة القانونية والدبلوماسية، مقابل «تشدد أمريكي» يُنذر بتداعيات أوسع. وبين البحر والسياسة، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، في أزمة قد تُعيد رسم ملامح الصراع بين كاراكاس وواشنطن خلال المرحلة المُقبلة.