وزير خارجية جنوب السودان يشيد بجهود روسيا في دعم السلام
التقى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الجنوب سوداني، مونداي سيمايا كومبا، يوم السبت 20 ديسمبر 2025، على هامش أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية-الإفريقية، الذي انعقد في القاهرة، لمناقشة آفاق التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، خاصة الأوضاع في السودان المجاور.
وأشار لافروف خلال اللقاء إلى أن هذه المناسبة تمثل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا وجنوب السودان في مختلف المجالات، بما يشمل التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، مع التأكيد على أن استقرار السودان والمنطقة بأسرها يمثل أولوية استراتيجية لروسيا.
وأضاف أن موسكو حريصة على تقديم الدعم لجميع جهود السلام والتنمية في إفريقيا، وأن الشراكة مع جنوب السودان تأتي ضمن إطار أوسع لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، أعرب الوزير الجنوب سوداني عن شكره وامتنانه للوفد الروسي على الدعوة للمشاركة في المؤتمر، مشددًا على أن حكومة جنوب السودان، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، تبذل جهودًا حثيثة لإرساء السلام في السودان المجاور، مع التركيز على دعم الحوار بين الأطراف السودانية المختلفة وتقديم المساعدات الفنية لتعزيز قدرة الدولة السودانية على معالجة التحديات الأمنية والسياسية.
وأكد كومبا أن هذه المبادرات تهدف إلى التوصل إلى تسوية شاملة، تحقق الاستقرار السياسي والأمني في السودان، وتقلل من الاحتكاكات على الحدود بين البلدين، بما ينعكس إيجاباً على المنطقة بأكملها.
كما نوه الوزير الجنوب سوداني إلى أهمية التعاون الثنائي مع روسيا في مجال التدريب والدعم الفني للدبلوماسيين والمسؤولين في جنوب السودان، مشيرًا إلى أن الخبرات الروسية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والمفاوضات السياسية يمكن أن تكون عونًا كبيرًا لتعزيز قدرات بلاده على إدارة التحديات الإقليمية.
وأضاف أن الشراكة مع روسيا تتجاوز البعد السياسي لتشمل التعاون الاقتصادي والاستثماري، مع بحث فرص الاستفادة من المشاريع الروسية في تعزيز التنمية المحلية والبنية التحتية، بما يسهم في استقرار المجتمعات الحدودية والمناطق الهشة.

اللقاء بين لافروف وكومبا جاء ضمن سلسلة اجتماعات موسعة عقدت خلال المؤتمر الوزاري الثاني للشراكة الروسية-الإفريقية، حيث ناقش كبار المسؤولين من الدول الإفريقية وروسيا ملفات الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، ودعم مبادرات التنمية المستدامة.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع على أن التنسيق المستمر بين موسكو وجنوب السودان يشكل أداة مهمة لدعم جهود السلام في السودان المجاور، وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، مع العمل على معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية للتحديات الراهنة.
كما تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين دول إفريقيا وروسيا لمواجهة التهديدات الأمنية العابرة للحدود، بما يساهم في تحقيق بيئة مستقرة تدعم التنمية وتحافظ على مصالح الشعوب الأفريقية.
وأختتم اللقاء بالتأكيد على الالتزام المشترك بين موسكو وجنوب السودان بمواصلة التشاور والتنسيق، على جميع المستويات، لتعزيز السلم والأمن في السودان والمناطق المحيطة، وتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بما يحقق التنمية المستدامة للشعوب الإفريقية، ويعزز الاستقرار الإقليمي بشكل عام.