بريطانيا أمام مجلس الأمن: الجمود السياسي بليبيا غير قابل للاستمرار
حذّرت وزيرة الشؤون الخارجية البريطانية، جينيفر ماكناوتان، من أن الوضع السياسي القائم في ليبيا بات «غير قابل للاستمرار»، مؤكدة أن استمرار حالة الجمود يفاقم مظاهر عدم الاستقرار، ويغذّي شبكات الفساد، ويقوّض ثقة المواطنين في المؤسسات العامة.
جاء ذلك خلال بيان رسمي أدلت به أمام مجلس الأمن الدولي خُصّص لمناقشة تطورات الملف الليبي.دعم كامل لجهود الأمم المتحدة
وأعربت ماكناوتان عن دعم المملكة المتحدة الكامل لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الرامية إلى دفع العملية السياسية إلى الأمام، معتبرة أن الدور الأممي يظل محورياً في تهيئة أرضية توافقية بين الأطراف الليبية. وفي هذا السياق، رحّبت بإطلاق الحوار المنظّم في 14 ديسمبر، الذي جمع مشاركين من مختلف مناطق البلاد في إطار مسار حواري شامل يتناول مستقبل ليبيا السياسي.
أهمية الحوار الشامل وتمثيل مختلف الفئات
وأوضحت الوزيرة أن هذا الحوار يمكن أن يسهم بصورة ملموسة في بلورة توصيات سياسية وتشريعية قادرة على كسر حالة الجمود وتحريك المسار السياسي. وشدّدت على ضرورة ضمان مشاركة أوسع لمختلف الأصوات الليبية، بما في ذلك النساء والشباب، باعتبارهم شركاء أساسيين في صياغة مستقبل البلاد وبناء مؤسسات أكثر تمثيلاً وشرعية.
الانتخابات في صلب الاستحقاق السياسي
وفيما يتصل بالمسار الانتخابي، دعت ماكناوتان المؤسسات السياسية الليبية المكلفة بوضع خارطة طريق للانتخابات إلى إحراز تقدم عاجل وملموس. وأشارت إلى أن خطة العمل التي قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أغسطس الماضي لم تحقق أهدافها الأولية حتى الآن، رغم مرور أربعة أشهر على إطلاقها، ما يعكس الحاجة إلى إرادة سياسية أكبر وتسريع وتيرة التوافق.
الدعوة لتقريب وجهات النظر بين المؤسستين التشريعيتين
كما حثّت جميع الأطراف المعنية على تكثيف وتسريع المناقشات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بهدف التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى تقدم حقيقي في الملفات العالقة، لا سيما تلك المرتبطة بالإطار الدستوري والقانوني للانتخابات.
الاقتصاد والشفافية في إدارة الموارد
ورحّبت وزيرة الخارجية البريطانية بالاتفاق الأخير بشأن برنامج التنمية الموحد، واعتبرته خطوة إيجابية نحو حماية مستقبل ليبيا الاقتصادي. غير أنها شددت على أن نجاح هذا البرنامج مرهون بالعمل بشفافية وإنصاف، بما يضمن استفادة جميع الليبيين من الموارد الوطنية، ويحول دون توجيهها لخدمة مصالح ضيقة أو فئوية.
دعوة أخيرة لتسوية مستدامة
وفي ختام بيانها، أكدت ماكناوتان أن استمرار الجمود السياسي يحرم الشعب الليبي من حقه في الخيار الديمقراطي، ويبدد فرص الاستقرار الاقتصادي والأمني. ودعت الأطراف الليبية الفاعلة إلى التحرك العاجل وبحسن نية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة تلبي تطلعات الليبيين.