مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بوتين ينفي نية مهاجمة أوروبا ويصف التحذيرات الغربية بالوهم

نشر
الأمصار

نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، بشكل قاطع المزاعم الأوروبية التي تتحدث عن احتمال شن موسكو هجومًا عسكريًا على دول القارة الأوروبية، واصفًا تلك التصريحات بأنها «أكاذيب وخزعبلات لا تمت للواقع بصلة»، ومؤكدًا أنها تُستخدم كأداة سياسية لتخويف المجتمعات الأوروبية وتهيئتها لمواجهة مفتعلة مع روسيا.

جاءت تصريحات الرئيس الروسي خلال اجتماع موسع لهيئة وزارة الدفاع الروسية، حيث قال بوتين إن بعض الدوائر السياسية والإعلامية في أوروبا تعمل بشكل ممنهج على زرع الخوف في عقول المواطنين، عبر الترويج لفكرة حتمية الصدام مع روسيا، ورفع مستوى الهستيريا العامة بزعم الاستعداد لحرب كبرى. وأضاف: «لقد قلت مرارًا وتكرارًا إن هذه الادعاءات كذب محض وهذيان، ولا تستند إلى أي حقائق».

وشدد الرئيس الروسي على أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، معتبرًا أن التحذيرات الغربية المتكررة بشأن «التهديد الروسي» تأتي في سياق تبرير سياسات عسكرية توسعية، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتعزيز انتشار قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» على مقربة من الحدود الروسية.

وفيما يتعلق بالسياق العام للتوترات بين روسيا والغرب، أوضح بوتين أن العلاقات تشهد تصعيدًا مستمرًا منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن دول الناتو واصلت تعزيز وجودها العسكري واستعداداتها الدفاعية على حدودها الشرقية، تحت ذريعة ردع أي هجوم روسي محتمل، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية حققت خلال عام 2025 تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا، مؤكدًا أنها نجحت في السيطرة على أكثر من 300 بلدة ومركز سكني في إطار العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا، معتبرًا ذلك دليلاً على القدرات العسكرية والتنظيمية للجيش الروسي.

وفي سياق تعزيز القدرات الدفاعية، أعلن فلاديمير بوتين أن الصاروخ فرط الصوتي متوسط المدى «أوريشنيك» سيتم إدخاله الخدمة القتالية قبل نهاية العام الجاري، مؤكدًا أن هذا السلاح يمثل إضافة استراتيجية مهمة تهدف إلى الحفاظ على التوازن العسكري وضمان أمن روسيا على المدى الطويل.

على الصعيد الاقتصادي، توقع كيريل دميترييف، رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والممثل الرئاسي الروسي الخاص للاستثمار الأجنبي والتعاون الاقتصادي، حدوث تداعيات اقتصادية خطيرة داخل الاتحاد الأوروبي، قد تصل إلى حد الانهيار، نتيجة الخفض المتوقع في التصنيف الائتماني لشركة المقاصة البلجيكية «يوروكلير».

وقال دميترييف، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، إن خفض التصنيف الائتماني سيؤدي إلى فقدان الثقة في المنظومة المالية الأوروبية، ودفع المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو مناطق أكثر استقرارًا، واصفًا السياسات الحالية للمفوضية الأوروبية بأنها شكل من أشكال «إيذاء الذات» الذي قد يضر بالمراكز المالية الأوروبية على المدى المتوسط والبعيد.

وتعكس هذه التصريحات استمرار حالة التوتر والاحتقان السياسي والعسكري والاقتصادي بين روسيا والغرب، في ظل غياب مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الأوكرانية، واستمرار تبادل الاتهامات والتصعيد المتبادل بين الجانبين.