إحباط مخطط هجوم في نيو أورليانز واعتقال جندي سابق بالمارينز
أحبطت السلطات الأمريكية مخططًا لتنفيذ هجوم في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا الأمريكية، بعد توقيف جندي سابق في قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) أثناء توجهه إلى المدينة، وبحوزته أسلحة نارية ودرع واقٍ داخل سيارته، وذلك وفقًا لوثائق قضائية اطلعت عليها وكالة «أسوشيتد برس».
وذكرت الوثائق أن المتهم يُدعى ميكاه جيمس ليجنون، ويبلغ من العمر 28 عامًا، حيث وُجهت إليه تهمة اتحادية تتعلق بـ توجيه تهديدات عبر الولايات المختلفة، وهي من التهم الخطيرة التي قد تصل عقوبتها إلى السجن لسنوات طويلة في حال الإدانة. وأوضحت السلطات الاتحادية الأمريكية أن ليجنون كان خاضعًا للمراقبة منذ فترة، بسبب ارتباطاته المشتبه بها مع جماعة متطرفة تتبنى أيديولوجيات معادية للرأسمالية ومعارضة للحكومة الفيدرالية الأمريكية.
وبحسب التحقيقات، جاء توقيف المتهم في توقيت بالغ الحساسية، إذ تزامن مع تصاعد التوتر الأمني في جنوب شرق ولاية لويزيانا الأمريكية، عقب إطلاق عملية إنفاذ قانون واسعة النطاق تحمل اسم «كاتاهولا كرانش».
وتهدف هذه العملية، وفقًا لما أعلنته السلطات، إلى تنفيذ نحو خمسة آلاف عملية توقيف في إطار جهود مكافحة الهجرة غير النظامية وتعزيز الأمن الداخلي.
وأشارت السلطات الأمريكية إلى أن التخطيط لهجوم محتمل في نيو أورليانز تصاعد بعد نشر مئات من عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية في المنطقة، ما أثار مخاوف من استهداف محتمل لقوات إنفاذ القانون أو منشآت حكومية. وتعد هذه العملية الأحدث ضمن سلسلة حملات أمنية مماثلة نُفذت خلال الأشهر الأخيرة في مدن أمريكية عدة، من بينها لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وشيكاغو بولاية إلينوي، وشارلوت بولاية نورث كارولاينا.

وفي سياق متصل، كشفت السلطات الفيدرالية الأمريكية أن أربعة أشخاص آخرين، يُعتقد أنهم ينتمون إلى الجماعة المتطرفة نفسها، جرى اعتقالهم يوم الجمعة الماضي في شرق مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، أثناء خضوعهم لتدريبات مرتبطة بمخطط منفصل كان يستهدف تنفيذ تفجيرات في جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية ليلة رأس السنة، قبل أن يتم إحباطه في مراحله الأولى.
ووفقًا لما ورد في الوثائق القضائية، أعرب ليجنون في مراسلات إلكترونية عن قناعته بأن الوقت قد حان، على حد وصفه، «لإعادة إنتاج واقعة واكو»، في إشارة إلى الحادثة الدموية التي وقعت عام 1993 في ولاية تكساس الأمريكية، وأسفرت عن مقتل العشرات خلال مواجهة بين جماعة مسلحة والسلطات الفيدرالية. واستند الادعاء في ذلك إلى رسالة دردشة كتبها المتهم بتاريخ 4 ديسمبر الجاري، مستخدمًا اسمًا مستعارًا هو «كاتيري ذا ويتش»، وذلك بعد يوم واحد من وصول عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية إلى مدينة نيو أورليانز.
وأكدت السلطات الأمريكية أن التحقيقات لا تزال مستمرة لتحديد حجم الشبكة المرتبطة بالمتهم، وما إذا كانت هناك مخططات أخرى أو أطراف إضافية ضالعة في أنشطة تهدد الأمن الداخلي. كما شددت على أن إحباط هذا المخطط يأتي في إطار الجهود المتواصلة لمواجهة ظاهرة التطرف الداخلي، ومنع أي أعمال عنف قد تعرض حياة المدنيين أو عناصر الأمن للخطر.
وأعادت هذه القضية تسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع التهديدات الناجمة عن الجماعات المتطرفة المحلية، خاصة تلك التي تضم أفرادًا تلقوا تدريبات عسكرية سابقة، ما يزيد من خطورة تحركاتهم وقدرتهم على تنفيذ هجمات محتملة.