مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

حضور قوي للجزائر في مؤشر التنافسية العالمية للمواهب 2025

نشر
الأمصار

أعاد صدور مؤشر التنافسية العالمية للمواهب GTCI 2025، الصادر عن المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال INSEAD بالشراكة مع معهد Portulans، تسليط الضوء على موقع الدول في سباق استقطاب وتنمية الكفاءات، في ظل تحولات متسارعة يشهدها العالم، أبرزها التوسع الرقمي، وتنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتغير متطلبات أسواق العمل الحديثة.

ويُعد هذا المؤشر من أبرز التقارير الدولية المرجعية التي تقيس قدرة الدول على إنتاج المواهب وجذبها والاحتفاظ بها، استنادًا إلى منظومة متكاملة من المؤشرات تشمل السياسات العمومية، وجودة التعليم والتكوين، وتطور المهارات التقنية، إضافة إلى بيئة العمل والابتكار.

في هذا الإطار، حافظت الجزائر على حضورها ضمن التصنيف العالمي الذي شمل 135 دولة، حيث احتلت المرتبة 96 عالميًا في التنافسية العامة للمواهب، وفق بيانات تقرير GTCI 2025. وعلى المستوى الإفريقي، جاءت الجزائر في المرتبة التاسعة، ما يعكس امتلاكها قاعدة بشرية معتبرة ومقومات تؤهلها للبقاء ضمن التصنيفات الدولية المعتمدة.

ويرتكز مؤشر التنافسية العالمية للمواهب على ستة محاور رئيسية، تشمل السياسات الداعمة لتنمية المواهب، والقدرات التعليمية والتكوينية، واستقطاب الكفاءات، وتنمية المهارات التقنية والمهنية، والاحتفاظ بالمواهب، إضافة إلى تأثير رأس المال البشري على الاقتصاد والمجتمع. ورغم أن التقرير لا يقدم تفاصيل موسعة لكل دولة في نسخته العامة، فإن إدراج الجزائر ضمن المؤشر يؤكد توفر بيانات وطنية قابلة للقياس والمقارنة الدولية، ووجود منظومة مؤسساتية وتعليمية مدرجة ضمن شبكات التقييم العالمية.

ويعكس ترتيب الجزائر في مؤشر 2025 عدة معطيات أساسية، من بينها اتساع القاعدة السكانية الشابة والنشطة، وانتشار منظومة التعليم العالي والتكوين المهني عبر مختلف ولايات البلاد، إلى جانب توفر تخصصات تقنية وعلمية تشكل ركيزة مهمة لسوق العمل المستقبلي. كما سجلت الجزائر 18.90 نقطة في المؤشرات المرتبطة بالبيئة المعرفية والابتكار، وهو ما يعكس توفر مقومات مؤسساتية وبنيوية تسمح بتتبع الأداء في مجالات البحث العلمي والتعليم والتكنولوجيا.

وتكتسب نتائج مؤشر GTCI أهمية خاصة في ظل اشتداد المنافسة الإقليمية والدولية على استقطاب الكفاءات، وتحول رأس المال البشري إلى عنصر حاسم في تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى تزايد اعتماد الدول على المؤشرات الدولية لتوجيه السياسات العمومية. كما يمنح هذا التصنيف الجزائر موقعًا معترفًا به ضمن النقاش العالمي حول اقتصاد المعرفة، ويتيح لها مقارنة مسارها بمحيطها الإقليمي والدولي، لا سيما في شمال إفريقيا والقارة الإفريقية.

وتظهر معطيات مؤشر 2025 أن الجزائر تحافظ على مستوى ثابت من حيث حضورها الدولي في مجال تنافسية المواهب، وهو ما يعكس قاعدة بشرية واسعة وقدرات مؤسساتية قابلة للتطوير، مع إمكانية تحسين الأداء في مؤشرات التعليم والتكوين وتنمية المهارات المستقبلية. ورغم غياب ملفات تفصيلية لكل دولة، فإن الترتيب العام والمؤشرات الرقمية تضع الجزائر ضمن الدول التي تمتلك هامش تطور واضح، في حال تعزيز سياسات تنمية المهارات وربط منظومة التكوين بحاجات سوق العمل.

ويخلص مؤشر التنافسية العالمية للمواهب GTCI 2025 إلى أن الجزائر تظل حاضرة ضمن الخريطة الدولية لرأس المال البشري، مستندة إلى إمكانات ديمغرافية وتعليمية معتبرة، مع فرص مفتوحة للارتقاء في الترتيب خلال السنوات المقبلة، في عالم أصبحت فيه الكفاءات المورد الأكثر استراتيجية ومحورًا أساسياً للتنمية.