توغل إسرائيلي بالقنيطرة وتصعيد أمني متزامن في مناطق سورية
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت توغلًا محدودًا في محيط قرية بريقة بريف القنيطرة الجنوبي في سوريا، في تصعيد جديد على طول خط التماس بين الأراضي السورية والمناطق المحتلة.
وأوضحت الوكالة أن القوات الإسرائيلية تقدمت لمسافة قصيرة داخل الأراضي السورية، دون الإشارة إلى وقوع أي مواجهات مباشرة مع القوات السورية المنتشرة في المنطقة أو وقوع إصابات. ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة السورية، والتي أثارت ردود فعل رسمية من السلطات السورية حول خطورة هذه الممارسات على الاستقرار الإقليمي والأمني.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية سورية بوقوع انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة للأمن العام السوري في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، دون تسجيل أي إصابات بشرية، وفق المعلومات الأولية.
وأكدت المصادر أن الانفجار أدى إلى أضرار مادية بالسيارة، فيما فتحت الجهات الأمنية السورية تحقيقًا شاملًا لمعرفة ملابسات الحادث، مع تكثيف الدوريات في محيط المكان لضمان أمن المدنيين ومنع أي عمليات مماثلة في المستقبل.

ويأتي هذا الانفجار في إطار التهديدات المتزايدة التي تواجهها المناطق الشرقية السورية نتيجة استمرار النشاطات الإرهابية في بعض المناطق التي كانت تخضع سابقًا لسيطرة تنظيمات مسلحة.
في الوقت نفسه، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هجوم مسلح استهدف دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي السورية في ريف إدلب شمالي سوريا، في حادثة أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من الدورية وإصابة خامس بجروح متفاوتة، وفق ما نقلته مصادر محلية سورية.
وذكرت المصادر أن الهجوم وقع أثناء مرور الدورية على الطريق الواصل بين مدينة معرة النعمان ومدينة إدلب، حيث تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، ما أسفر عن سقوط الضحايا قبل أن يتمكن المهاجمون من الانسحاب بسرعة من الموقع.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم جاء بأسلوب مفاجئ ومباغت، مستغلاً طبيعة المنطقة وحركة المرور على الطريق، الأمر الذي يدل على قدرة تنظيم داعش على التخطيط لتنفيذ عمليات نوعية رغم الضربات العسكرية والأمنية التي تلقاها خلال السنوات الماضية.
وفي بيان تبنته وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أكد داعش أن الهجوم استهدف الدورية قبل عودتها إلى مواقعها، في محاولة لإظهار قدرته على استمرار نشاطه في مناطق سورية تشهد إجراءات أمنية مشددة.
ويعكس هذا التصعيد المتزامن بين التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب السوري والهجمات الإرهابية في الشمال والشرق، تعقيد المشهد الأمني في سوريا، ويزيد من الضغوط على السلطات السورية لتعزيز السيطرة الأمنية في مختلف المحافظات. وتشير المصادر السورية إلى أن هذه الحوادث تأتي في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة السورية إلى تثبيت الأمن والاستقرار بعد سنوات من النزاع، فيما يستمر المجتمع الدولي في مراقبة الوضع عن كثب، لا سيما فيما يتعلق بانتهاكات السيادة السورية والتحديات الأمنية المستمرة.