مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السودان يواجه أكبر أزمة نزوح عالمية مع تفاقم المجاعة.. تفاصيل

نشر
الأمصار

يعيش السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل الحرب المستمرة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع، والتي دخلت شهرها العشرين دون أفق واضح للحل، مخلفةً أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة، دفعت البلاد إلى صدارة دول العالم من حيث حجم النزوح الداخلي.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن السودان بات يواجه أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم، موضحة أن تداعيات الحرب طالت نحو 13 مليون شخص، اضطروا إلى ترك منازلهم والفرار من مناطقهم بحثًا عن الأمان. وأكدت المنظمة الدولية، في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن الأزمة تمس مختلف فئات المجتمع السوداني، من أمهات هربن مع أطفالهن حديثي الولادة نحو مصير مجهول، إلى طلاب وشباب تفرقت بهم السبل بعيدًا عن أسرهم، وسط أوضاع أمنية ومعيشية شديدة الصعوبة.

وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن النازحين يواجهون معاناة إنسانية هائلة، في ظل نقص الخدمات الأساسية، وغياب الحماية، وصعوبة الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وأوضحت أن الدعم المقدم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة يساهم في توفير الحد الأدنى من الحماية والمساعدات العاجلة، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الموارد المتاحة.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، فشلت جميع الجهود والوساطات الإقليمية والدولية في إنهاء الصراع، الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير واسع للبنية التحتية، ما جعل السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.

وفي تطور ميداني جديد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 330 شخصًا من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان جنوبي السودان، منذ يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية. وأفادت المنظمة، في بيان رسمي، بأن فرق الرصد الميدانية قدرت حركة النزوح الجديدة بسبب تفاقم انعدام الأمن، مشيرة إلى أن النازحين توجهوا إلى مواقع متفرقة في محليتي الرهد وشيكان بولاية شمال كردفان.

وأكدت المنظمة الدولية أن الأوضاع في كادوقلي لا تزال متوترة وقابلة للتدهور في أي وقت، رغم إعلان السلطات السودانية هدوءًا نسبيًا في الأوضاع الأمنية داخل المدينة.

 

من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن قراره تقليص الحصص الغذائية المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان، اعتبارًا من يناير المقبل، بسبب النقص الحاد في التمويل.

 وأوضح البرنامج الأممي أن هذه الخطوة تأتي في وقت يعاني فيه نحو 21.2 مليون سوداني من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، وفق أحدث تقارير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وأشار البرنامج إلى أنه تم الإعلان رسميًا عن حدوث مجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي في 3 نوفمبر الماضي، مع التحذير من احتمالية انتقال المجاعة إلى 20 منطقة إضافية في إقليمي دارفور وكردفان. ولفت إلى أنه سيجري خفض الحصص الغذائية إلى 70% في المناطق التي تشهد مجاعة فعلية، و50% في المناطق المعرضة لخطر المجاعة، وهو الحد الأدنى اللازم للبقاء على قيد الحياة.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من احتمال توقف كامل لإمدادات الغذاء والتغذية بحلول أبريل المقبل، في حال عدم الحصول على تمويل جديد، مشيرًا إلى أن الموارد المتاحة حاليًا تكفي بالكاد لدعم العمليات الإنسانية لمدة أربعة أشهر فقط.

وأكدت الأمم المتحدة أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى نحو 695 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لمواصلة تقديم المساعدات في السودان. كما أشارت إلى أن 33.7 مليون شخص، من بينهم 17.3 مليون طفل، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام المقبل، وسط تحذيرات من تعرض 825 ألف طفل لسوء تغذية حاد وخطير، وتهديد حياة 3.4 مليون طفل بالأمراض القاتلة.

وحذرت الأمم المتحدة من تصاعد انتهاكات حقوق الأطفال في إقليمي دارفور وكردفان، إضافة إلى تزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، في ظل الانهيار شبه الكامل لمنظومات الحماية والخدمات الأساسية.