بالإنفوجراف| حرب السودان في 2025.. خسائر متتالية للجيش
شهدت السودان خلال عام 2025 تحولات نوعية في طبيعة النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تركزت المعارك في مناطق استراتيجية متعددة، وأدت إلى تغييرات كبيرة في خارطة السيطرة الميدانية، مع انتقال خطوط القتال إلى العاصمة الإدارية البديلة بورتسودان ومناطق النفط والموارد الحيوية غرب البلاد.

بعد أن أعلن الجيش السوداني استعادة العاصمة الخرطوم من قبضة الدعم السريع في مارس/آذار الماضي، أعادت قوات الدعم السريع تموضعها غرب العاصمة، متخذة من الإقليم الغربي نقطة انطلاق جديدة لعملياتها العسكرية.
وفي خطوة استراتيجية، أعلنت القوات سيطرتها على منطقة خور الدليب بجنوب كردفان، التي اعتبرها خبراء عسكريون سودانيون موقعاً حيوياً يمكنه قطع خطوط الإمداد للجيش السوداني بين ولايتي جنوب وشمال كردفان، ما يعكس تكتيكات محكمة لضرب القدرات اللوجستية للجيش.
تمكنت قوات الدعم السريع منذ عام 2024 من بسط سيطرتها على معظم ولايات دارفور، باستثناء شمال دارفور وحاضرتها الفاشر، قبل أن توسع نطاق سيطرتها لاحقاً لتشمل معسكر "زمزم" للنازحين، وشمال دارفور، وصولاً إلى مدينة النهود الاستراتيجية بغرب كردفان.
ومع نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر، وهو ما منحها ميزة تفاوضية قوية أمام الحكومة السودانية في أي مسار سياسي مستقبلي.

دخلت الحرب مرحلة جديدة مع وصول العمليات العسكرية إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية البديلة للجيش السوداني. واستهدفت خمس طائرات مسيرة مواقع عسكرية رئيسية، منها قاعدة "دقنة" الجوية، ما أسفر عن احتراق طائرة من طراز "إليوشن" محملة بأسلحة من إيران، وتدمير طائرتين حربيتين من طراز "سوخوي" و"ميغ"، بالإضافة إلى تفجير خزانات وقود الطيران. كما طالت الضربات منطقة "فلامنجو" البحرية، التي يقيم بها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وبعض قيادات التنظيم الإخواني المحظور دولياً.
ووصف خبراء عسكريون سودانيون هذا التقدم في بورتسودان بأنه منعطف حرج وغير مسبوق في مسار الحرب خلال 2025، ويشكل تهديداً مباشراً للمراكز الحيوية للسلطة الاقتصادية والإدارية للحكومة السودانية.
للتصدي لتقدم الدعم السريع، لجأ الجيش السوداني إلى الغارات الجوية في شمال دارفور وغرب كردفان، مستهدفاً مطار نيالا وسوق "الكومة"، ما أسفر عن سقوط قتلى مدنيين، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في البلاد. وفي المقابل، تمكنت قوات الدعم السريع من إعادة السيطرة على مناطق مثل "الدببة" و"الخوي"، ما يعكس استمرار ديناميكية القتال وتبادل السيطرة بين الطرفين.
الإقليم الغربي، الذي يضم حقول النفط ومناجم الذهب والثروة الحيوانية والغابات، أصبح تحت سيطرة الدعم السريع، ما يهدد التمويل العسكري للجيش السوداني ويضع الحكومة في بورتسودان أمام مأزق استراتيجي حقيقي. ويؤكد خبراء عسكريون سودانيون أن هذه السيطرة تمنح الدعم السريع أفضليات قوية في أي مفاوضات مستقبلية، وتجعل من الاستقرار السياسي والاقتصادي تحدياً بالغ الصعوبة في ظل استمرار النزاع.
تدل التطورات الأخيرة في السودان على أن الحرب دخلت مرحلة جديدة من التعقيد، مع تصاعد العمليات العسكرية في مناطق حيوية، واستمرار تبادل السيطرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تأثير مباشر على الأمن الاقتصادي والسياسي للبلاد ومستقبل أي مسار تفاوضي لحل النزاع.