مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اليابان تعيد فتح مدارسها وسط تحذيرات من زلزال جديد

نشر
الأمصار

أعادت السلطات اليابانية، اليوم الأربعاء، فتح معظم المدارس في شمال وشمال شرق البلاد بعد يوم واحد من الإغلاق الاضطراري الذي فرضته الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت المنطقة مساء الاثنين بقوة بلغت 7.5 درجات، بينما لا يزال التحذير من وقوع زلزال جديد قائمًا وفق ما أكدته هيئة الأرصاد الجوية اليابانية.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليابانية كيودو، فقد شددت الحكومة اليابانية على ضرورة بقاء الطلاب والأهالي في حالة جاهزية تامة للإخلاء الفوري على مدار أسبوع كامل، نظرًا لاحتمالية وقوع هزة قوية أخرى خلال الأيام المقبلة، وهو ما دفع الإدارات التعليمية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة الطلاب مع عودة الدراسة تدريجيًا.

وقالت وزارة التعليم اليابانية إن أكثر من 300 مدرسة في خمس محافظات هي هوكايدو وأوموري وإيواتي ومياجي وفوكوشيماكانت قد أغلقت بالكامل أمس الثلاثاء عقب الزلزال، وذلك بعد تقييم أولي أظهر وجود مخاطر هيكلية متفاوتة في عدد من المباني التعليمية. 

وأوضحت الوزارة أن فرق التفتيش الهندسي المحلية واصلت العمل لساعات طويلة لإجراء مراجعات عاجلة لحالة المدارس، والتأكد من أن الأبنية والطرق المؤدية إليها آمنة بما يكفي لاستقبال الطلاب.

وفي السياق ذاته، أفادت الحكومات المحلية في المحافظات المتضررة أن بعض المدارس ما تزال مغلقة بسبب الأضرار التي لحقت بمنشآتها، موضحة أن عمليات الإصلاح والصيانة تجري على مدار الساعة لإعادة فتحها في أسرع وقت ممكن. 

وقد شملت الأضرار شقوقًا في الجدران، وانهيارات جزئية في الأسوار، إضافة إلى انهيار تجهيزات داخلية في بعض الفصول، الأمر الذي يتطلب تدخلاً هندسيًا قبل استئناف العملية التعليمية.

ولم تقتصر إجراءات السلطات اليابانية على فحص المباني فقط، بل امتدت إلى تعزيز خطط الطوارئ داخل المدارس التي استأنفت الدراسة فعليًا، حيث تم تزويد الإدارات التعليمية بأجهزة إنذار مبكر، وتدريب المعلمين والطلاب على مسارات الإخلاء وخطط التجمع الآمن في حال وقوع هزة جديدة. كما تم توزيع أدلة إرشادية على الأسر تشرح طرق التعامل الآمن أثناء وبعد الزلازل، بالإضافة إلى توفير مخزون كافٍ من المياه والمواد الغذائية داخل المدارس كجزء من خطة الطوارئ الوطنية.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن المناطق الساحلية في هوكايدو وسانريكو لا تزال تحت مراقبة مشددة، مشيرة إلى استمرار احتمال حدوث موجات تسونامي خفيفة في حال وقوع هزات ارتدادية قوية. وأكدت الهيئة أن الزلزال الأخير يمثل واحدًا من أقوى الزلازل التي شهدتها البلاد هذا العام، ما يستدعي البقاء في أعلى درجات الحيطة والحذر.

ورغم عودة عدد كبير من المدارس إلى العمل، ما تزال حالة القلق مسيطرة على سكان المحافظات المتضررة، الذين يعيشون منذ يومين على وقع الهزات الارتدادية. وتواصل الحكومة اليابانية إرسال فرق للدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الطلاب والعائلات على تجاوز آثار الصدمة، في ظل جهود حكومية أوسع تهدف لإعادة الحياة اليومية إلى طبيعتها تدريجيًا دون التخلي عن الإجراءات الاحترازية.

بهذه الخطوات، تسعى اليابان إلى الموازنة بين استمرارية العملية التعليمية والحفاظ على أقصى درجات الأمان، في مواجهة أحد أقوى التحديات الطبيعية التي تعرفها البلاد.