مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خطة أمريكية جديدة لغزة.. 5 قرارات مرتقبة تعيد رسم خريطة المرحلة المقبلة

نشر
الأمصار

في تطور لافت على مسار الحرب في قطاع غزة، تتجه الأنظار نحو تحركات أمريكية – إسرائيلية مكثفة تمهيدًا للانتقال إلى ما يُعرف بـ«المرحلة الثانية» من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وسط ترقب صدور خمسة قرارات حاسمة من البيت الأبيض قد تُحدث تحولًا كبيرًا في شكل الإدارة الأمنية والسياسية للقطاع خلال الأسابيع المقبلة.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع استعدادات لعقد لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا نهاية الشهر الجاري، حيث يُتوقع أن تكون غزة على رأس جدول أعمال المحادثات، في ظل سعي واشنطن وتل أبيب لوضع إطار عملي للمرحلة التالية من التعامل مع القطاع.

تحركات دبلوماسية مكثفة قبل اللقاء المنتظر

بدأت ملامح التنسيق السياسي تظهر بوضوح مع إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية عن لقاء مرتقب يجمع وزير الخارجية جدعون ساعر ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا مباشرًا لاجتماع نتنياهو – ترامب.

 ويُرجح أن تبحث هذه اللقاءات تفاصيل آلية تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، خاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية والانسحابات الإسرائيلية المحتملة.

المرحلة الثانية.. ملامح خطة إعادة تشكيل غزة

تسعى الإدارة الأمريكية من خلال هذه المرحلة إلى إحداث تغيير شامل في إدارة قطاع غزة، عبر حزمة إجراءات سياسية وأمنية وإدارية متكاملة. 

وتشير المعطيات إلى أن الخطة تتضمن نزع سلاح حركة حماس تدريجيًا، إلى جانب انسحابات إسرائيلية إضافية من مناطق داخل القطاع، بالتوازي مع إنشاء هياكل إدارية جديدة لإدارة الشأن اليومي.

وتتمثل أبرز القرارات المتوقعة من البيت الأبيض في تشكيل «مجلس سلام» دولي برئاسة ترامب وعضوية عدد من قادة الدول المؤثرة، وإنشاء لجنة تكنوقراط فلسطينية تتولى إدارة الخدمات الأساسية في غزة، إضافة إلى إنشاء قوة استقرار دولية بقيادة أمريكية تشرف على تنفيذ الترتيبات الأمنية على الأرض.

إعادة الإعمار.. ملف محوري في الخطة الأمريكية

ويبرز ملف إعادة الإعمار كأحد أعمدة المرحلة المقبلة، حيث تتجه الخطة إلى إطلاق عملية واسعة لإعادة بناء البنية التحتية في غزة، بتمويل من دول مانحة وثرية.

 وتشمل التصورات الأمريكية تقسيم القطاع إلى مناطق تطوير جديدة، عبر إنشاء أحياء سكنية حديثة شرق القطاع، بهدف استيعاب السكان بعيدًا عن مناطق نفوذ الفصائل المسلحة.

وتشير التقارير إلى أن منطقة رفح ستكون نموذجًا تجريبيًا لتطبيق الخطة، مع مطالبات لإسرائيل بإزالة مخلفات القذائف وتهيئة المنطقة لبدء مشروعات إعادة الإعمار، إلى جانب إعادة فتح المعابر بشكل منظم وتدريجي.

نزع سلاح الفصائل.. التحدي الأكبر

وتعد مسألة نزع سلاح «حماس» من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا، إذ تتضمن المفاوضات الجارية تعريفًا دقيقًا لما يمكن اعتباره «سلاحًا هجوميًا»، مثل الصواريخ، مع بحث إمكانية الإبقاء على الأسلحة الفردية ضمن ترتيبات أمنية مشددة.

وتعتبر واشنطن أن نجاح هذه الخطوة يمثل حجر الزاوية في استقرار غزة على المدى المتوسط.

وفي المقابل، تقدّر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن مستوى التهديد الحالي على المستوطنات المحيطة بالقطاع انخفض نسبيًا، في ظل تراجع قدرات إطلاق الصواريخ وصعوبة تنفيذ عمليات هجومية منظمة في الوقت الراهن.

ضغوط على نتنياهو وترقب إعلان رسمي

وتشير تحليلات إعلامية إسرائيلية إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازم على الإعلان عن المرحلة الثانية خلال الفترة بين منتصف ديسمبر وأعياد الميلاد، رغم الغموض الذي لا يزال يحيط بالتفاصيل التنفيذية.

كما تزداد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قد يجد نفسه مضطرًا للموافقة على ترتيبات أمريكية جديدة أو مواجهة توتر سياسي مع واشنطن.

وتبقى غزة، في ظل هذه التطورات، على أعتاب مرحلة دقيقة تتداخل فيها الحسابات السياسية بالأوضاع الإنسانية والأمنية، في انتظار ما ستسفر عنه القرارات الأمريكية المرتقبة، والتي قد تعيد تشكيل المشهد في القطاع والمنطقة بأكملها.