هدوء نسبي في أسواق السندات مع ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
سادت حالة من الهدوء النسبي في أسواق السندات العالمية اليوم الثلاثاء، بعد موجة بيع شهدتها الأيام الماضية، فيما تحركت أسواق الأسهم في نطاق ضيق مع تحول أنظار المستثمرين إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب، وتأثير قرار السماح لشركة إنفيديا بتصدير معالجاتها المتقدمة إلى الصين على الأسواق التكنولوجية العالمية.
وشهدت الأسواق الأوروبية والأسهم الأمريكية والعقود الآجلة تداولات متقلبة، في حين استمرت المخاوف بشأن الوضع المالي في اليابان بدفع عوائد السندات الحكومية اليابانية للارتفاع، مما زاد من حذر المستثمرين قبل اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقرر يوم الأربعاء.

وفي السياق ذاته، أبقى البنك المركزي الأسترالي على أسعار الفائدة دون تغيير، كما كان متوقعًا، لكنه استبعد بشكل أكثر وضوحًا أي تيسير إضافي للسياسة النقدية، محذرًا من إمكانية رفع الفائدة إذا استمرت ضغوط التضخم، ما دفع الدولار الأسترالي للتداول قرب أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر.
كما من المتوقع أن يبقي بنك كندا والبنك الوطني السويسري على أسعار الفائدة دون تغيير عند اجتماعيهما يومي الأربعاء والخميس، بينما أثارت تصريحات عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، موجة من التحركات في الأسواق، حيث أوضحت أن الخطوة التالية للفائدة في منطقة اليورو قد تكون رفعها، محذرة من أن الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لفترة طويلة قد يؤدي إلى تيسير نقدي ضمني.
وأدى ذلك إلى صعود عوائد السندات الألمانية قصيرة وطويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها خلال عدة أشهر، كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قبل أن تتراجع اليوم الثلاثاء، حيث انخفضت العوائد على السندات الألمانية القياسية لأجل 10 سنوات بنقطتين أساس إلى 2.84%، بينما تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لنفس الأجل إلى 4.15%.
وعلى صعيد الأسواق التكنولوجية، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة 2% بعد قرار السماح بتصدير رقاقة "إتش 200" إلى الصين مع فرض رسم 25% على تلك المبيعات، بينما سجلت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية في البر الرئيسي وهونج كونج تراجعًا، حيث خسر مؤشر هانج سينج لأسهم التكنولوجيا نحو 2%.
في أسواق العملات، استقر اليورو عند 1.1649 دولار، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.22% إلى 1.3347 دولار، واستقر الين عند 156.1 مقابل الدولار، بعد تراجعات مباشرة إثر زلزال ضرب اليابان. وفي أسواق السلع، استقرت أسعار النفط مع متابعة المستثمرين لمحادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث بلغ خام برنت 62.3 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الأمريكي 58.69 دولار.
وقال كبار المحللين، مثل إيريكا كاميليري من "مانولايف"، إن الأسواق قد تفاجأ برد فعل الاحتياطي الفيدرالي على بيانات التضخم والتوقعات الاقتصادية، وأن هناك تساؤلات حول سياسات الفيدرالي المقبلة، سواء كانت محافظة أو منفتحة على خفض الفائدة.