الصومال تؤكد موقفها من الصحراء الغربية وتدعو لاحترام سيادة الدول
أكدت وزارة الشؤون الخارجية في جمهورية الصومال الفيدرالية، السبت 6 ديسمبر 2025، أنها تتابع عن كثب تداول تصريحات نُسبت إليها حول قضية الصحراء الغربية، مشددة على أن الموقف الرسمي للصومال يُستقى فقط من بياناتها وقنواتها الدبلوماسية المعتمدة، ولا يمكن الاستناد إلى أي تصريحات أخرى غير رسمية.
وجاء في بيان رسمي لوزارة الخارجية الصومالية أن مقديشو تعتبر قرار مجلس الأمن رقم 2797 مرجعية أساسية لتنظيم مسار التسوية الأممية للنزاع، مؤكدة دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لإعادة إطلاق العملية السياسية بين الأطراف المعنية، وهو ما يعكس التزام الصومال بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وشدد البيان على أن الصومال، وفق سياستها الخارجية التقليدية، تحترم وحدة الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، داعية جميع الأطراف إلى الدخول في مفاوضات مباشرة وجادة، تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي ونهائي يخدم مصالح شعوب المنطقة ويستند إلى القوانين والقرارات الدولية.

وفي سياق متصل، حاولت بعض وسائل الإعلام الجزائرية تفسير البيان الصومالي على أنه موقف معارض للمغرب، ووصفته بـ"الصفعة الدبلوماسية".
غير أن مراجعة الوثيقة الرسمية أظهرت أن مقديشو تجنبت أي موقف اصطدامي مع الرباط، وأكدت على التعاون القائم بين البلدين واحترام سيادة كل منهما، مع إبقاء العلاقات الثنائية ضمن مسارها الطبيعي دون أي تغييرات جوهرية.
ويشير خبراء الشؤون الإقليمية إلى أن البيان يعكس نهج الصومال الدبلوماسي المتوازن، حيث تسعى مقديشو إلى الحفاظ على علاقات طبيعية مع المغرب، وفي الوقت نفسه الالتزام الكامل بالمسار الأممي لحل النزاع في الصحراء الغربية. ويؤكد هذا النهج حرص الصومال على الاستقرار الإقليمي واحترام القانون الدولي، بما يعزز مكانتها الدولية كدولة مسؤولة وحيادية في النزاعات الإقليمية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة جدلاً واسعاً حول قضية الصحراء الغربية، حيث يتم استغلال أي تصريح دبلوماسي من قبل بعض وسائل الإعلام لتغذية سرديات سياسية محددة. إلا أن الصومال حرصت على صياغة بيانها بشكل محكم ومتوازن، يؤكد دعمها الكامل للمسار الأممي للحل السياسي، مع عدم المساس بالعلاقات الثنائية مع المغرب، وهو ما يعكس سياسة الصومال التقليدية القائمة على الحياد البناء واحترام سيادة الدول.
ومن جانبه، اعتبر محللون أن هذه الخطوة تؤكد التزام مقديشو بالحلول السلمية القائمة على الحوار والتفاوض، بعيداً عن أي تصعيد أو تدخل أحادي الجانب، كما تعكس أهمية التنسيق الدبلوماسي المتوازن في التعامل مع القضايا الإقليمية الحساسة.
وبذلك، يوضح البيان الصومالي موقف البلاد الرسمي من قضية الصحراء الغربية، ويؤكد استمرار الصومال في دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل شامل وسلمي، مع الحفاظ على علاقات متوازنة وإيجابية مع جميع الدول المعنية، خاصة المغرب، وفقاً للمبادئ الدولية.