ترامب يمنح عفواً كاملاً لنائب ديمقراطي وزوجته المتهمَين بالرشوة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار عفو رئاسي كامل وغير مشروط عن النائب الديمقراطي هنري كويلار، عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس، وزوجته إميلدا كويلار، وذلك في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية داخل الولايات المتحدة.
ويواجه الزوجان اتهامات فيدرالية تتعلق بالرشوة وغسل الأموال والتآمر، ضمن قضية شغلت الرأي العام الأمريكي خلال العام الماضي.
اتهامات سابقة لكويلار وزوجته
ويُعد هنري كويلار أحد أبرز النواب الديمقراطيين المحافظين، وقد ظل ممثلاً لجنوب ولاية تكساس في مجلس النواب الأمريكي منذ عام 2005.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد وجهت إليه وإلى زوجته اتهامات بتلقي رشاوى تصل إلى نحو 600 ألف دولار أمريكي من جهتين أجنبيتين، تشمل شركة نفط وغاز مملوكة للحكومة الأذربيجانية، إضافة إلى بنك يتخذ من العاصمة المكسيكية مقراً له.
ووفقاً للائحة الاتهام، امتدت وقائع القضية بين عامي 2014 و2021، وشملت تقديم مبالغ مالية مقابل تنفيذ أعمال رسمية تتعارض مع واجبات النائب في الكونغرس، والعمل لصالح حكومة أجنبية.
ورغم خطورة الاتهامات، نفى الزوجان مراراً ارتكاب أي مخالفات قانونية.
وفي إعلان العفو عبر منصة تروث سوشيال شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً حاداً على إدارة الرئيس جو بايدن، متهماً إياها بتسخير النظام القضائي لاستهداف خصومها السياسيين.
وقال ترامب إن القضية الموجهة ضد النائب هنري كويلار جاءت بعد معارضته لسياسات الحدود التي يعتمدها بايدن، متهماً الأخير باستخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل لتحقيق مكاسب سياسية، وفق تعبيره.
وأضاف ترامب أن كويلار "عضو محترم في الكونغرس لم يتردد يوماً في انتقاد سياسة الحدود المفتوحة وسياسات إدارة بايدن التي تسببت في ما وصفه الرئيس بـ كارثة حدودية.
من جانبه، عبّر النائب الأمريكي هنري كويلار عن امتنانه للرئيس ترامب عبر منشور على منصة "إكس"، مؤكداً أن العفو يفتح "صفحة جديدة" له ولعائلته، مضيفاً: انتهى الضجيج، وما زال العمل مستمراً، وسأواجه ما تبقى من القضية بثبات.
وتضمّن إعلان ترامب صوراً لرسالة أرسلتها ابنتا النائب، كريستين وكاثرين كويلار، الشهر الماضي، حيث شددتا على أن والديهما "شخصان طيبان قضيا حياتهما في خدمة المجتمع"، وطالبتا الرئيس الأمريكي بإظهار الرحمة والشفقة.
كما أشارتا إلى مواقف والدهما الحازمة تجاه تأمين الحدود وإنفاذ قوانين الهجرة، وهي مواقف رحّب بها ترامب واعتبرها سبباً إضافياً لدعم العفو.
ويمثل كويلار منطقة حدودية في جنوب ولاية تكساس تقع بمحاذاة نهر ريو جراندي، الذي يعبره العديد من المهاجرين في محاولات دخول الأراضي الأمريكية. وقد انتقد النائب الأمريكي سياسات إدارة بايدن تجاه الهجرة والحدود في أكثر من مناسبة، مؤكداً أنها تضر بالمجتمعات الحدودية وتزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها ولايته.
وبهذا العفو، يفتح ترامب فصلاً جديداً في الجدل القانوني والسياسي المحيط بالقضية، في وقت تستمر فيه المواجهات السياسية الحادة بين الجمهوريين والديمقراطيين على خلفية ملفات الهجرة والحدود والنظام القضائي في الولايات المتحدة.