توفير رعاية طبية لآلاف المرضى السودانيين في مصر
تزايدت في الأشهر الأخيرة المبادرات الصحية الموجهة لدعم السودانيين المتواجدين في مصر، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها بسبب الحرب. وتأتي هذه الجهود عبر تعاون مشترك بين المؤسسات الحكومية المصرية والملحقية الطبية السودانية والمنظمات الدولية، ما أسهم في توفير رعاية طبية لآلاف المرضى الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه البرامج.
وأوضح المستشار الطبي بسفارة السودان في القاهرة، خضر فيصل أبو بكر، أن وزارة الصحة المصرية تعمل بالتنسيق مع الملحقية الطبية على عدد من المشاريع العلاجية، من أبرزها مشروع رعاية مرضى القصور الكلوي، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. ويستفيد من هذا المشروع ما يقرب من ألف مريض يتلقون جلسات الغسيل الكلوي مجانًا في عدة محافظات مصرية. كما توفر المفوضية بطاقات علاجية مخفضة تصل نسبة التخفيض فيها إلى 70% داخل أكثر من أربعة آلاف منشأة صحية تشمل مستشفيات وعيادات خاصة ومراكز طبية.
أتاحت الحكومة المصرية للمرضى السودانيين العلاج في المستشفيات الحكومية بنفس المعاملة الممنوحة للمصريين
فيما توسعت المستشفيات والعيادات الخاصة في تقديم خصومات وخدمات مدعومة بالتنسيق مع السفارة السودانية. وبحسب وزارة الصحة المصرية، فقد تم تقديم الرعاية الطبية لما يقرب من 300 ألف سوداني منذ اندلاع النزاع، إضافة إلى توفير 50 ألف جرعة لقاحات في إطار برامج التحصين.
أما على مستوى المنظمات الدولية، فتواصل منظمة أطباء بلا حدود جهودها الميدانية من خلال شراكتها مع مؤسسة “أم حبيبة” بمحافظة أسوان منذ مطلع يناير الماضي، حيث توفر عيادات متنقلة تقدّم خدمات مجانية واسعة تشمل الاستشارات العامة، علاج الأمراض المزمنة، خدمات الصحة الإنجابية، الرعاية النفسية، وبرامج التوعية الصحية. وتبرز قصص المرضى، مثل السيدة أسماء البالغة من العمر 64 عامًا وتعاني السكري ومشكلات القلب، وخالد (61 عامًا) المصاب بأمراض مزمنة، وحسن (65 عامًا) الذي يخضع لعلاج طويل لجروح لم تلتئم—كيف أصبحت هذه المبادرات طوق نجاة للعديد من المحتاجين.
وفي إطار تعزيز التعاون الصحي بين البلدين، عقد وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار اجتماعًا في أكتوبر الماضي مع نظيره السوداني هيثم إبراهيم عوض الله، حيث تم بحث آليات توسيع الدعم الطبي. وأعلنت مصر خلال اللقاء استعدادها لتقديم مساعدات إضافية تشمل 200 ألف علبة لبن أطفال، و200 أسطوانة أكسجين، إلى جانب دعم قطاع الأدوية والجهود الخاصة بمكافحة الأمراض المتوطنة.
وتعكس هذه الجهود المتنوعة حجم التعاون الصحي بين البلدين، والدور الذي تقوم به مصر والمنظمات الدولية في التخفيف من معاناة السودانيين، عبر توفير رعاية مستمرة وشبكة دعم طبي تغطي احتياجات واسعة وتسد فجوات تواجه المرضى في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.