الجيش السوداني يحبط هجوماً للدعم السريع ويستعيد بلدات في شمال كردفان
أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، إحباط هجوم جديد شنه قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة الواقعة في ولاية شمال كردفان، في وقت تشهد فيه مناطق متعددة من الإقليم اضطراباً شديداً نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع وعناصر الحركات المسلحة المتحالفة معها.
وقال الجيش السوداني، في بيان رسمي، إن ما أُعلن عن سيطرة الدعم السريع على بابنوسة مجرد "فرقعة إعلامية"، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية "حتى آخر جندي"، مع تعزيز المجهود القتالي في محاور عدة. وأكد مراسل قناة القاهرة الإخبارية من الخرطوم، محمد إبراهيم، أن الجيش تمكن من استعادة عدد من البلدات غرب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بينما لا تزال الأوضاع الميدانية مضطربة في محور مدينة بارا الواقعة شمال الأبيض بحوالي 60 كيلومتراً، مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة للجيش.

وفي جنوب كردفان، تتواصل العمليات العسكرية المكثفة بعد استهداف الجيش لمواقع الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، الحليف العسكري لقوات الدعم السريع. وأسفرت هذه العمليات عن تصعيد حدة الاشتباكات، مع استمرار وجود عناصر الدعم السريع والحلو في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع العسكري والإنساني في الإقليم.
وأكد المراسل أن مدينة الدلنج لا تزال محاصرة من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، حيث تُمنع حركة المدنيين الذين تحولوا في كثير من المناطق إلى ما وصفه المراقبون بـ"الدروع البشرية"، وهو ما يثير مخاوف جدية من سقوط ضحايا مدنيين خلال الاشتباكات المسلحة.
وفي إقليم دارفور، تزايدت الأزمة الإنسانية بشكل ملموس، إذ أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل أكثر من أربعة مدنيين خلال الساعات الماضية على يد قوات الدعم السريع، في وقت يتزايد فيه الضغط على المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للمواطنين المحاصرين والمتضررين من العمليات العسكرية المتصاعدة.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار محاولات التوصل إلى هدنة شاملة بين الأطراف المتصارعة، في ظل مقترحات دولية تشمل تشكيل لجنة مراقبة دولية للإشراف على وقف إطلاق النار وتأمين المسارات الإنسانية.
ومع ذلك، يبدو أن التوتر العسكري لا يزال سيد الموقف في العديد من المحاور السودانية، بما يضع المدنيين في مواجهة مباشرة مع خطورة النزاع المستمر.