الأمين العام لحزب الله: مستمرون في مقاومتنا والدولة مسؤولة
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، استمرار الحزب في مسار مقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن لبنان دخل "مرحلة جديدة" تتحمل فيها الدولة مسؤولية مباشرة عن طرد الاحتلال وتعزيز وجود الجيش على الحدود والمناطق الحيوية، بما يضمن استقرار الساحة الداخلية وحماية الأمن الوطني.
وقال الشيخ قاسم، في تصريحات تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "حزب الله مستمر في مقاومته، وهو تنظيم متماسك يمتلك جذوراً وأصولاً عميقة"، مضيفاً أن الحزب حافظ على قوته في جميع المراحل الصعبة، ونجح في إعادة بناء قدراته واستبدال القيادات وفق خطط مدروسة، بما يعكس صلابة الحزب ومرونته في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه لبنان والمنطقة.
وأضاف الشيخ قاسم: "قدمنا آلاف التضحيات، لكننا في كل مرحلة نتمكن من استعادة القدرة واستبدال القيادات بكل قوة وثبات"، مشيراً بذلك إلى التاريخ الطويل للحزب في العمل المقاوم، والمجهودات التي بذلها في حماية سيادة لبنان، وكذلك في صد التهديدات الخارجية، سواء على صعيد الأمن العسكري أو الاستراتيجية السياسية.
وأشار الأمين العام إلى وجود "اختراقات وعملاء" داخل مناطق النفوذ، موضحاً أن البيئة المفتوحة التي يعمل فيها الحزب تجعل من الضروري معالجة الأخطاء بشكل سريع ودقيق، لضمان الحفاظ على استقرار التنظيم وتأمين القواعد والمناطق التي يتواجد فيها.
وأكد أن الحزب يتعامل مع هذه القضايا بمهنية عالية للحفاظ على توازن القوى في مواجهة أي محاولات لاستهداف المقاومة.

وحول حادثة اغتيال القيادي في الحزب علي الطبطبائي، وصف الشيخ قاسم العملية بأنها "اعتداء سافر من قبل إسرائيل"، مؤكداً أن حزب الله يمتلك الحق الكامل في الرد على هذه العملية، لكنه سيحدد التوقيت المناسب وفق استراتيجيات دقيقة تراعي مصالح لبنان والمقاومة، وقال: "من حقنا الرد وسنحدد توقيت ذلك بما يحقق التوازن ويضمن حماية المدنيين والمصالح الوطنية".
وفي الوقت نفسه، أشار الأمين العام إلى أن الدولة اللبنانية أصبحت تتحمل مسؤولية أكبر في مرحلة جديدة، مؤكداً ضرورة تنسيق الجهود بين الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة ومقاومة حزب الله لضمان الأمن على الحدود الجنوبية، وحماية الشعب اللبناني من أي تهديد خارجي. وأضاف أن هذه المرحلة الجديدة تتطلب استعداداً عالياً وتخطيطاً دقيقاً لضمان الرد المناسب على أي اعتداء مستقبلي.
وتأتي تصريحات الشيخ قاسم في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفي سياق استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد شخصيات وعناصر المقاومة. ويعتبر مراقبون أن حديثه يعكس موقف الحزب الثابت في مواجهة الاحتلال، مع إبقاء الخيارات مفتوحة للرد الاستراتيجي المدروس، وهو ما يعكس مستوى التنسيق بين مؤسسات الدولة اللبنانية وقوى المقاومة في إدارة الملف الأمني.